السؤال
لقد بعثت إليكم قبل فترة أن تساعدوني في وضع خطة وآلية لعمل دورة بعنوان تأهيل الدعاة، ولقد لاقت إقبالا كبيرا وها هي تطبق في البلاد.
الآن أود أن أطلب نفس الطلب مع دورة جديدة بعنوان فن إدارة الذات بحيث تكون إيمانية أخلاقية نفسية. أرجو إرسال الرد على البريد الإلكتروني.
الإجابــة
الدكتور المكرم
الإجابة على غير نحو السؤال، فالسائلة تسأل عن دورة فن إدارة الذات، وبالتأكيد للكبار.
وشكرا.
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك -أختي الفاضلة- على اهتمامك بهذه الدورات القيمة.
بالنسبة لدورة فن إدارة الذات، أو ما يسمى برنامج تطوير الذات كل واحد منا محتاج إلى هذا البرنامج، وبما أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس فهو في اتصال مستمر معهم من خلال الحوار والخطابة والإقناع وأسلوب كسب ثقة الآخرين والتأثير فيهم.
مثل هذه الدورات قد تقدم لرجالات التربية والموجهين والمرشدين ورجال الدعوة، وأصحاب الهمم العالية.
وفي بداية الدورة يمكن أن تسألي المتدربين أسئلة مهمة وهي:
أين أنت الآن؟
1- هل وضعت أهدافا محددة لحياتك الشخصية في السنوات الخمس القادمة إن شاء الله تعالى؟ نعم ( ) لا ( ).
2- هل يعرف من تعتمد على مساعدتهم (كالأسرة والأصدقاء والمقربين) هذه الأهداف؟ نعم ( ) لا ( ).
3- هل أنت راض بالتقدم الذي أنجزته في حياتك الدعوية؟ نعم ( ) لا ( ).
4- هل أنت راض عن التقدم في حياتك الشخصية ؟ نعم ( ) لا ( )
5- هل القيم والمثل التي توجه حياتك واضحة ومحدددة في ذهنك؟ نعم ( ) لا ( ).
6- هل تشعر في بعض الأحيان بالذنب إزاء النجاحات التي حققتها ؟ نعم ( ) لا ( )
7- هل أنت ناجح بالقدر الذي تستطيع؟ نعم ( ) لا ( ) .
وسأعطيك الآن البنود الرئيسة لهذه الدورة:
1- المقدمة: تحاولين أن تتكلمي فيها عن مفهوم إدارة الذات وتطويرها، وأنه من الأمور الهامة، وهو يفوق الثقة بالنفس، وأهمية ذلك بالنسبة للدعاة، فالشخص الذي يفقد تقدير ذاته ليس لديه القدرة على الحوار ولا الاستماع ولا الاعتزاز بالنفس، وأحيانا يحط من قدر نفسه ويشعر بانعدام قيمته في الواقع، فالإدارة الذاتية عملية الاستفادة القصوى من وقتنا ومواهبنا لإنجاز أهداف ذات قيمة اعتمادا على نظام قيمي صحيح.
2- المحاور الرئيسة: تتكلمين في المحاور الرئيسة عن : الخطوات الرئيسة التي تساعد في تطوير مهارات الإدارة الذاتية الضرورية، والتي تجعل الشخص أكثر فاعلية وأكثر ثقة.
1- شخصية الداعي: وأقصد هنا سمات شخصية الداعية، والتي إهتم بها المنهج التربوي الإسلامي ومن ذلك: التوازن بين مطالب الروح والجسد على حد سواء فلا يغلب جانب على جانب، الوسطية والتوازن في الآداء لاإفراط ولاتفريط، أن يكون اجتماعي وقدرته على إقامة العلاقة الإنسانية مع الآخرين، وأن يكون ذا مصداقية وخاصة الصدق مع الذات ومع الآخرين.
إذا اختلف الظاهر مع الباطن ازدوجت شخصيته الانتاجية، بحيث يكون إنسانا يتحمل المسئولية بحدود قدراته ووسعه؛ لأن الإيمان بدون عمل يمثل السلبية وخداع النفس والكذب عليها وعلى الآخرين، والعمل بدون إيمان يمثل التوهر والجهل.
2- أسلوب التحكم: ويقصد به درجة التحكم الذي نمارسه في حياتنا، فبعض الناس يشعرون أنهم لا حول ولا قوة لهم في هذه الحياة، والبعض الآخر يتصرفون وكأنهم يملكون سيطرة كاملة على كل حادثة قد تؤثر فيهم.
لكي تتحكم في شخصك لابد أن تعرف قدراتك، وعن طريق الأهداف المحددة، وأنه يمكن أن تطرحي بعض الأسئلة التي تساعد في التعرف على الذات ويساعدك في عملية التحكم، وغالب الأسئلة التي تطرحينها يمكن أن تكون حول توزيع الوقت والقدرة على التحكم مثل:
- أقوم بعمل المهام التي تبعث على السرور والمرح قبل المهام التي تبعث على الحزن. نعم ( ) لا ( ) .
- أقوم بإنجاز المهام الصغرى قبل البدء في المهام الأكبر. نعم ( ) لا ( ).
- أقضي معظم وقتي في النهار في عمل أشياء يريدني الآخرون أن أعملها. نعم ( ) لا ( ).
3- الإحساس بالقيم والمبادئ: فالأشخاص الذين ليس لديهم إحساس قوي بالمبادئ والقيم يكون لديهم إدارات ذاتية ضعيفة، فقضية القيم قضية شخصية وهي ملك الشخص نفسه لا يحتاج من الآخرين أن يعرفوك على هذه المبادئ والقيم.
هنا يحتاج منك توضيح أكثر للمتدربين بأن تعطيهم تمرينا في هذا العنصر، ويسمى تمرين القيم، بحيث تعرض على المتدرب درجات (صح ) أمام القيم التي يتبناها، ( خطأ ) أمام القيم التي يرفضها، و(0) أمام القيم المتعادلة بالنسبة للمتدرب، وأعطيك مثالا:
النجاح في العمل ( )
الولاء للوطن ( )
الدقة في العمل ( )
التوازن الحياتي ( )
الشهرة في حدود المهنة ( )
الثقة في الله والرغبة في توفيقه ( )
هناك تمرين آخر :
- ما هو أفضل شيء تود أن يتذكرك الناس به؟
- ما أهم أهدافك لهذا العام؟
- إذا كنت قد حصلت على كل المال الذي أردته فكيف ستقضي وقتك؟
هناك تمرين آخر يساعدك على تنظيم حياتك: يمكن أن تعطي متدربين مخطط تنظيم الحياة، يمشي عليه طوال حياته ويتكون من:
القيم الأساسية: يكتبها لوحدها في خانة. مثل أقوم بواجباتي تجاه زوجتي وأولادي.
الأنشطة اللازمة لضبط القيم: يكتبها في خانة. مثل قمت بواجباتي.
4- فهم الشخصية: نجاح الشخص مرتبط بجوانب كثيرة أهمها:
الثقة بالنفس: فالثقة بالنفس لا تخلق أيا من ردود الفعل التي قد تؤدي إليها العدوانية أو الإلحاح، وتساعدك على الوصول إلى قرارات أفضل فيما يتعلق بوقتك ومواهبك، ويمكن أن تعززي كلامك بإعطائهم تمرينا: إلى أي مدى أنت واثق بنفسك؟ وتكون الإجابة عليه بوضع دائرة على صح أو على خطأ مثل:
غالبا ما أشعر أنني أميل لأن أخبر الناس بما أفكر فيه فعلا (صح) (خطأ).
أفضل الاستماع إلى آراء الآخرين قبل اتخاذ موقف ما ( صح ) ( خطأ ).
إن مواجهة الناس أمر غير مريح إلى أبعد حد بالنسبة لي (صح) (خطأ).
التقبل: وهي إلى أي مدى تكون متقبلا حتى من أشد الناس الذين ينتقدونك، وأفضل طريقة هي وسيلة التحكم التي تؤدي إلى إدارة ذاتية أفضل، وهو ما يسمى بالتغذية الراجعة وهو موقف إنساني يوضح كيفية التعامل مع الآخرين، وهي أداة التحكم في الإدارة الذاتية الناجحة.
يمكن أن تعززي كلامك بتمرين:
- أشعر بالارتباك عندما يشير الناس إلى أخطائي . نعم ( ) لا ( )
- أقدم نقدا بناء للآخرين بطريقة معقولة دون جرح مشاعرهم نعم ( ) لا ( )
5- إدارة مهام الوقت: نحن بحاجة إلى أن نعي عاداتنا في قضاء أوقاتنا وتصميم سجل خاص بالوقت سيزيد من وعينا بحجم الوقت المهدر، وسيحدد العوامل المضيعة للوقت، ويمكن وضع سجل للوقت يكون بالشكل التالي:
الساعة العمل المردود المدة مخطط مسبقا.
ولتغيير عادات إهدار الوقت حاولي أن توضحي لهم سبع خطوات وهي:
اكتب الأسباب التي تؤدي إلى ضياع وقتك.
عدد المشكلات التي تسببها عادة هدر الوقت.
تصور عادة تنظيم الوقت ونتائجها الإيجابية.
حسن من عادة تنظيم الوقت .
توقف عن استخدام الأعذار الواهية.
خطط ليومك بهدوء كل صباح .
حول المشاريع الضخمة إلى خطوات ومهمات صغيرة مرتبة .
6- التخطيط: فالتخطيط هو أساس عملية التنظيم، والتخطيط يمر بثلاث مراحل هي:
تحديد الأهداف، ورسم خطوات الخطة التفصيلية، التنظيم اليومي.
ويمكن وضع خطة تكون: يومية (تكون بالساعات)، وأسبوعية (تكون بالأيام)، وشهرية (تكون بالأسابيع)، من خلالها يستطيع الداعية أن ينظم وقته ويسير على خطة مدروسة بعيدا عن الفوضى والعشوائية.
7- التقويم والرقابة: لابد من وجود التقويم سواءا دوري أوسنوي، فوجود التقويم والرقابة هدفه التأكد من أن الأمر يسير في الإتجاه الصحيح والإسراع في معالجة الأخطاء وتفاديها لكي لا تعوق الإنتاج،والابتعاد عن التسويف والتأجيل حتى نصل إلى الهدف المنشود.
ملاحظة: يجب أن تعززي كل عنصر بتمرين حتى يسهل فهمه للمتدربين، وأنا أعطيتك على كل عنصر مثالا، ولكن التمارين عندي طويلة المكان هنا لا يسع.
وإذا أردت الفائدة أكثر يمكن الرجوع إلى بعض المراجع التي تتكلم في هذا الباب:
كيف تدير وقتك كلير أوستن .
الإدارة الذاتية الناجحة د/ بول آر تيم
العرض الناجح خطابا أو مناقشة يورك يرس
علم النفس الدعوي د/ عد العزيز محمد النغيمشي
علم النفس الدعوي بروفيسور/محمد زين الهادي
إدارة الوقت ماريون هياينز
علم النفس في حياتنا اليومية د/محمد عثمان نجاتي
منهج المؤمن بين العلم والتطبيق د/ عدنان علي النحوي
وبالله التوفيق.