السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما كنت بالجامعة كنت فتاة طموحة للغاية، وربما عندي أحلام وردية لا تتفق مع الواقع، كنت أحب المذاكرة والتعلم الذاتي، لكن كان يصيبني من وقت لآخر شعور بالملل من كل شيء، والكسل والإحباط، وذلك بدون سبب واضح، وكنت شخصية اجتماعية إلى حد ما، أحب مساعدة الآخرين، وكنت معروفة بين زميلاتي، ولكن بعد التخرج تغير الوضع تماما، أصبحت أخشى التعامل مع الناس، سريعة الحزن والبكاء لأي سبب، حتى ولو كان تافها يبكيني وبشدة، وللأسف طبيعة عملي تضطرني إلى التعامل مع الآخرين، محبطة دائما ولا أرغب في عمل الأشياء التي كنت أحبها في السابق، عندي شعور بالدونية وأنني أقل من غيري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
طبعا الحياة الطلابية يعيش الإنسان في عالم مثالي، وتكون علاقته مبنية على هذه الأحلام المثالية، ولكن عندما تنتهي الدراسة ويخرج الإنسان إلى محيط العمل يصطدم بالواقع، ويجد عليه أن يتعامل مع أناس مختلفين، ومن خلفيات مختلفة، وطبائع مختلفة، ليس كالطلاب كلهم مثلا على مستوى واحد من العلم والثقافة، ولكن في الحياة العملية مختلفة جدا، على الإنسان أن يتعامل أولا مع رؤسائه، ثم مرؤوسيه، ثم المتعاملين معه في محيط عمله. وهذا ما حصل معك - أختي الكريمة - من شعور بالإحباط، وهذا شيء طبيعي، ولكن بإذن الله تعالى سرعان ما تتأقلمي على هذا الواقع ويحصل النضوج وتتخطي الصعاب.
وطبعا موضوع تخطي الصعاب يعتمد على شخصية الشخص، كلما كان الشخص شخصيته قوية وواثق من نفسه -بعد الثقة في الله- وأخذ بالأسباب يمكن أن يكون تمر عليه هذه المرحلة بسهولة ويسر، ولكن إذا كان الشخص حساس أكثر من اللازم ويعاني أساسا ضعفا في الشخصية وعدم ثقة في النفس ولا يأخذ بالأسباب -أسباب العلم والتقدم والعمل والجدية- فهذا يؤخر عملية التأقلم مع الحياة العملية، وهذا ما يحصل معك -أختي الكريمة-.
بإذن الله تعالى ستجتازين هذه المرحلة، وما عليك إلا السير إلى الأمام، والتخطيط لنفسك بعناية، وأخذ قسط كاف من الراحة، وعدم حمل هموم العمل معك إلى المنزل، وعليك ببرامج للاسترخاء، مثل رياضة المشي، والنوم المبكر، وبعض الهوايات الأخرى، وكلما كنت مسترخية كلما استطعت أن تؤدي عملك وتتغلبين على الصعاب بيسر وسهولة، ولا تحتاجين إلى أي علاج، وإن شاء الله ستتخطين هذه الصعاب.
وفقك الله وسدد خطاك.