السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله بكم ولاستيعابكم للناس ولي شخصيا، وإجابتي على ثلاث استشارات.
بعد أن طلبتم مني المتابعة مع الطبيب فقد خضعت لفحوصات دم كاملة، وبول وصورة رأس طبقي محوري، تبين أن كل شيء بخير.
الضغط طبيعي بين 14 إلى 13.
نبضات قلب طبيعي.
الوزن 75، الطول 179.
العمر 31.
المشكلة أنني لم أتوقف عن القيء، أي شيء آكله بعد 3 ساعات أو بعد ركوب السيارة أصاب بغثيان شديد ثم استفراغ، وأحيانا أستفراغ ماء فقط مع مخاط أو لون أخضر، لذلك تم تحويلي لطبيب الأعصاب، ووصف لي:
حقنة لمرة وحدة باليد، وعندها توقف وبقي الغثيان، ووصف أيضا التالي:
ciplerax 10 mg
zofran
سيبلراكس بدأت فيها نصف حبة لـ 6 أيام ثم حبة كاملة منذ يوم واليوم هو الثاني لحبة كاملة، وقال لي بعد 20 يوما اتصلي بي، والزوفران 3 مرات لعشرة أيام.
الذي يزعجني يا دكتور أني أشعر أن معدتي مشدودة، رأس المعدة أو السرة أو فوق السرة أو منفوخة أو نبض شديد فيها، وهناك غثيان أتعبني بدون قيء، لكنه يزعجني كثيرا، وعند ركوب السيارة أشعر بغثيان مزعج جدا، ما سبب غثيان السيارة؟ ولدي تعرق جبين، وصداع بسيط وأخف بمراحل كبيرة عن أول الحالة عندما كان لا يحتمل، وأيضا مزاج معكر وتشاؤمي عصبي، تعب عام، وألم أسفل الظهر كأنني جلست لفترات طويلة على الحاسب، وأنا فعليا لم أفعل، وصداع متفاوت خلف الرأس أحيانا مع العين و مع عضلات الرقبة!
اتصلت بالطبيب مرة ثانية وقلت له، وقال تحتاج 20 يوما لتشعر بالنتائج، وأنا حسب خبرتي فيكم أنتم ألطف وطيبون وتتعاملون بتوسع أكثر بالمعلومات، ولاحظت أنكم أعطيتموني بالماضي إلى جانب الزولوفت دوجوماتيل لكي لا أشعر بأي آلام جانبية.
السؤال الأول: هل تقترحون دواء مساندا للسيبرالكس؟ ولماذا لم يعطيني الطبيب دواء مساندا؟
والسؤال الثاني: إلى متى سوف أعاني من هذه الحالات وأضيع وقتي وشبابي بهذه السخافات والأفكار؟ لماذا كتب علي شيء دمر حياتي وعلاقاتي وضيع وقتي؟ لماذا؟ أنا لست بإنسان سيئ لكي أعيش على الأفكار والمعاناة هذه، حياتنا صعبة جدا وجيلنا غير مرتاح ولا يوجد لدينا بلد، لا أفهم المغزى من هذه الحياة!
أصبحت متعبا لدرجة سيئة، وأصبت بهذه الحالة فقط لأنني خفت على أهلي عند مرضهم واعتقدت أني سأكافأ برضا الله والأهل، لكني كوفئت بحالة أتعبتني وأفسدت حياتي. لا أعتقد أنني سوف أهتم بأحد لاحقا؛ لأن الإنسان عندما يكون جيدا لا يحصد شيئا جيد سوى الصدمات!
بعد تحمل الكثير أخذت الآن منذ ساعتين أول حبة دوجوماتيل صباحا، وأرى تحسن بسيطا بالمعدة، وسآخذ مساء على أمل أن ترتاح معدتي، وسأكمل الذي وصفه الطبيب، لكن بعد كل هذا أريد نصيحتكم: ما هو المساند للسبرالكس؟ وما مدته لحالتي؟ وهل هو دوجوماتيل؟ وكم مدته؟ أم غير دواء؟ ما علاج الغثيان؟ ولاحظت اشتداده بالسيارة، والإمساك ما علاجه؟ أول مرة بقيت 5 أيام بدون حمام، والآن كل يومين قليلا.
أشعر أن الأكل يحتاج وقتا طويلا للهضم، وأتجشأ وأشعر برائحة، آخر وجبة ما زالت بمعدتي، فما العلاج؟ وقطعا هناك تشاؤم من دون سبب واضح، وكلما أريد أعمل خطوة أرى الحياة كئيبة ومحبطة فأتراجع، وأن مستقبلي غامض، ووحيد، ومرض، وموت، ومستشفيات.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يمكن تناول حبوب دوجماتيل بجرعة 50 مج مرتين في اليوم مع حبوب سيبراليكس 20 مج مرة واحدة في اليوم لعلاج حالات الاكتئاب الحاد major depressive psychosis، خصوصا وأن دوجماتيل يفيد في علاج الدوار والقيء ومشاكل الجهاز الهضمي المصاحبة لحالات الاكتئاب.
ومن المهم قبل البحث عن الأدوية علاج وغذاء الروح قبل علاج الجسد من خلال تقربك من الله سبحانه وتعالى بالدعاء والطمأنينة وفي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري ومسلم.
وبدأ الحديث بدعوة العبد إلى أن يحسن الظن بربه في جميع الأحوال، فبين -جل وعلا- أنه عند ظن عبده به، أي أنه يعامله على حسب ظنه به، ويفعل به ما يتوقعه منه من خير أو شر، فكلما كان العبد حسن الظن بالله، حسن الرجاء فيما عنده، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله، فإذا دعا الله -عز وجل- ظن أن الله سيجيب دعاءه، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه، وإذا عمل صالحا ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء، كل ذلك من إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى، ومنه قوله -عليه الصلاة والسلام- :(ادعو الله تعالى وأنتم موقنون بالإجاب) رواه الترمذي، وهكذا يظل العبد متعلقا بجميل الظن بربه، وحسن الرجاء فيما عنه.
وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبني على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن، ولذلك ندعوك لأن تعود إلى طريق الله، وأن تستغفر من ذنب الظن السيئ بالله، وتعلم أنه ما من شوكة تشاكها إلا كان لك كفر الله بها من الخطايا ما لا تعلمه، واعلم أن الدنيا دار ابتلاء، وعليك أن تسير في ركب الله، ولا تدع مجالا لشيطان أخنس أن يسيطر على تصرفاتك وأن يغويك ويضلك عن الطريق، وعليك أن تلتزم بالصلاة والدعاء، وأن تتجنب طريق المنكرات، وأن تعطي لنفسك وقتا كافيا للنوم حتى يصح بدنك وتصح نفسك.
وللغثيان يمكنك تناول حبوب pantoprazol 40 مرتين في اليوم لمدة أسبوع، ثم مرة واحدة على الريق صباحا لمدة شهرين، مع ضرورة فحص البراز للبحث عن جرثومة المعدة h-pylori؛ لأن إصابة المعدة بتلك الجرثومة تؤدي إلى القيء والغثيان والحموضة المتكررة.
ولعلاج الإمساك عليك الإكثار من السوائل والألياف في الطعام، ويمكن الحصول على السوائل من خلال الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول الخضروات المطبوخة كالكوسة، والملوخية، والبامية، وسلطات الأعشاب الخضراء، مثل الخس، والشبت، والبقدونس، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها.
ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول الحبوب مثل شوربة الشوفان، وجريش القمح، والبرغل، والقمح النابت، والأرز البني على أن يكون ذلك نظاما غذائيا مستمرا، مع الحاجة إلى تناول أقراص الخميرة قبل الوجبات؛ للمساعدة على الهضم؛ لاحتوائها على بعض الخمائر، وتناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار غاية في الروعة في علاج الإمساك عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، وذلك العصير يساعد على التخلص من الغازات والشعور بالانتفاخ، ثم تقييم الوضع بعد ذلك، ولا مانع طبيا من إجراء منظار القولون والمعدة في نفس اليوم إذا استدعت الضرورة ذلك.
وندعو لك في النهاية بالصحة والعافية، ولا تتحرج -أخي الكريم- من التواصل مع الموقع، فنحن إخوة لك ولن نتأخر في مساعدتك والوقوف إلى جانبك.
وفقك الله لما فيه الخير.