السؤال
السلام عليكم
أشعر بالإحراج عند التقدم لخطبة الفتيات بسبب ظروف عملي، فأنا أعاني من هذه المشكلة منذ فترة طويلة، فأنا أتردد كثيرا؛ لأن طلبات أولياء الأمور كثيرة، وأنا دخلي محدود، ولا أستطيع الإقدام على هذه الخطوة أو اتخاذ القرار.
أرشدوني فأنا مذبذب الفكر ومتردد كثيرا، الناس أصبحت جشعة في طلبات الخطوبة والزواج فيما بعد، وأنا ليس لدي القدرة على هذه المصاريف، وأشعر أن الزواج مثل التجارة بيعا وشراء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ معين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وما ذكرته عن حال الناس في الزواج في هذه الأيام، وما يطلبه كثير من أولياء الأمور من مهر ونحوه أمر مبالغ فيه ويؤدي إلى صعوبة الزواج، وانتشار العزوبية والعنوسة بين الشباب والفتيات، ولكن مع هذا فهناك من أولياء الأمور من يسهل المهر وليس مثل بقية الناس.
والذي يمكن أن أنصحك به يكمن فيما يلي:
- أعلم أخي الكريم وإن كنت تشكو من قلة ذات اليد والصعوبة المادية إلا أن الزواج سيكون -بإذن الله سببا- في سعة الرزق، قال تعالى "وأنكحوا الأيامىٰ منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم ۚ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ۗ والله واسع عليم"، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) رواه الترمذي؛ وعلى هذا أرجو أن يضل طلبك للزواج ملحا؛ وحالتك المادية ستكون أفضل بعد الزواج.
أما مسألة البحث عن فتاة سهلة في مهرها: فحتى تجد تلك الفتاة، فهذا يتطلب منك أمران:
الأول: عليك بالأخذ بالأسباب الشرعية لتسيير الزواج، والتي منها الاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء، ومن ذلك المدوامة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوه، قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" ومما يعين أيضا كثرة الذكر والاستغفار، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وسيأتي الفرج -بإذن الله تعالى-.
والأمر الثاني: عليك أن تبحث عن الفتاة المتدينة قليلة المهر عن طريق الصالحين ممن تعرفهم، فإن الصالحين في الغالب لا يطمعون في زيادة المهر وتوابعه على الخاطب، وأرجو أن لا تستعجل في مسألة الزواج من الفتاة التي مهرها غال؛ لأنها ستثقل كاهلك بالديون وكذلك لن تجد فيها تلك البركة التي ترجوها في المرأة الصالحة، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أعظم النكاح بركة أيسره صداقا" رواه أبو داود؛ وإذا وجدت المرأة الصالحة وشق عليك بعضا من مهرها فإنه يمكن أن تطلب من أهلها أن يجعلوا بعض المهر مؤخرا إلى زمن تستطيع معه السداد.
وفقك الله لمرضاته.