السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة وعندي خمسة أطفال، وزوجي حبس في لندن لمدة سنتين ونصف بسبب قانون الإرهاب الذي طبق في بريطانيا، وقبل ذلك كان هو يتحمل كل المسئولية من مصروف، وأنا لست مسئولة عن مصروف أو أية التزامات.
ولما خرج أصبح يشك في أني سوف أقتله في الليل أو أن أطلب له الشرطة! بالإضافة إلى أنه في السجن تعود المهدئات والمنوم، وفي البيت أصبح دائما يطفئ الأضواء ويضع ستارة إضافية فوق الشباك حتى يقدر أن ينام، فنحن في صراع دائم حول كل شيء، ويحاسبني: أين ذهبت ولماذا تأخرت! رغم أنني كنت أوصل الأولاد إلى المدرسة لأنه عندما تركته مرة ليوصلهم ـ كان ابني الكبير عمره سبع سنين والصغير عمره خمس سنين ـ تركهم يذهبون بالباص وحدهم إلى البيت.
وكذلك يقول للولد الكبير: اذهب إلى الطبيب لتحجز لي موعدا، أو يقول: اذهب إلى البريد لتعمل كذا، وأنا أقول له إنه ما زال صغيرا، ونحن في غربة أخاف عليه أن يأخذه أحد، فيقول لي: أنت لا تعرفين أو تفهمين شيئا، دعيه يعتمد على نفسه، أقول له: أنت طلعت من السجن بعد فترة غياب طويلة عنهم، يجب أن تقعد معهم وتقبلهم وتفهم ما يريدون بدل أن تتأمر عليهم وتصرخ فيهم طول الوقت.
فدائما على أقل شيء يرفع صوته ويصرخ ويستفزني، فأضطر أحيانا أن أرفع صوتي، وأنا لا أحب ذلك أمام الأولاد، فحتى البنت الكبيرة عمرها 11 سنة يصرخ عليها دائما، فخف أكلها وأصبحت تهرب من وجهه إذا رأته، ويقول: ابعثي بالبنت إلى الأردن حتى تتربى عند أهلي وتنشأ نشأة إسلامية بعيدا عن الفساد في أوروبا.
أنا بعد المشاكل التي يعملها مع البنت قررت فعلا أن أبعثها إلى الأردن رغم أنها سوف تبعد عني، ولكن أمي رحيمة عليها وأحسن لها من هذا الأب المتوتر والعصبي طول الوقت، وكذلك كان الناس يمدحونني عنده أني صبرت على هذه المحنة وحافظت على أولاده طول هذه الفترة، فأخذ يذمني عند كل إنسان مدحني، ويشوه صورتي ويقول أني لم أحافظ على المال، وأصبح رصيدي مديونا، ويقول لهم: إني أريد أن أقتله، وكثيرا من مخاوفه، ويقول كل شيء لمن يعرفه معرفة جيدة أو لإنسان معرفة طريق!
هو عصبي ولا ينفذ إلا الذي يريده، والكل نصحه في تغيير طريقة تفكيره، فهو يريد من الشرطة أن تفك القيد الذي وضعته في قدمه فاحتج أنه مريض ليذهب إلى المستشفى، فهنالك يعيش من غير قيد أو مراقبة الشرطة، وعندما قعد في المستشفى فترة ورجع إلى البيت رفض اتباع الأوامر بإرجاع القيد مرة أخرى، يعتقد بأنهم إذا علموا أنه مريض فسوف يلبون طلباته، ولكن حصل العكس وذهب إلى السجن مرة أخرى لفترة بسيطة.
وأنا أخاف من هذه الأمور أن تؤثر على نفسيات الأولاد، دائما يرون أباهم بين السجن والمستشفى، فهو يريدني أن أرد على كل شيء يريده حتى لو كان على حساب صحتي وأعصابي، فخروجه من السجن أتعبني أكثر، فبدل أن يشكرني على صبري وأني رعيت له أولاده وتحملت كل شيء وحدي في هذه الغربة، يزيد علي ويعنفني ويصرخ علي طول الوقت.
ووصل الأمر بيني وبينه للطلاق ثلاث مرات؛ لأنه لا يريد التفاهم وينفذ ما برأسه، وكل هذه المشاكل والصراخ أنا مستعدة أن أصبر عليها، ولكن الأولاد أخاف أن يدمر شخصيتهم بأسلوبه وطريقته في التعامل، وكذلك كانت يده ماسكة علينا في المصروف قبل السجن، وبعد ذلك أصبح أكثر من ذلك، ولا يريد أن يعطيني شيئا من المصروف، أما مع الناس في الخارج فكريم جدا.
انصحوني أرجوكم ماذا أعمل معه؟ وكيف أتصرف، فهو الآن له تقريبا شهران خارج السجن والوضع معه من سيئ إلى أسوأ؟ فهل لي أن أطلب الطلاق منه أم ماذا أفعل، لأني سايرته في كل شيء ولكن دون جدوى معه؟
وكذلك هو يأخذ هذه الأدوية من غير انتظام مثل:Esomeprazole ,diazepam and temazepam وكثير غيرها، هل إذا أخذها بشكل غير منتظم ستؤثر عليه ويحتاج إلى أقوى منها بعد ذلك، أم إذا انتظم عليها فسوف تتحسن نفسيته، ويقدر بعد ذلك أن يتوقف عنها في المستقبل؟
أفيدوني فأنا أكاد أنفجر، ودائما أبكي وأتألم، لا أعلم ماذا أصنع معه، وهل أدع ابنتي الكبرى تذهب إلى الأردن وحدها عند أمي؟
أرجوكم سامحوني على الإطالة، ولكني أخاف على أولادي منه، لأنه أحيانا لا يكون في وعيه ويقول شيئا ثم يغيره؟