السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 31 سنة، متزوج منذ ثلاثة أشهر، وأعيش في حيرة ولا أعلم ماذا أفعل؟
زوجتي لا تهتم بي أبدا، تقوم بالأمور التي أنهاها عن عملها، امرأة مملة جدا، وتبتسم دون أن تتفوه بكلمة واحدة، شاردة الذهن، وهي تتكلم الإنجليزية، وعندما نهيتها من الكلام بهذه اللغة أمامي في الهاتف تقول نعم، نهيتها لأنني لا أفهم الإنجليزية، ولكن عندما تتصل أو يتصلون بها تتحدث بالإنجليزية وأنا أمامها.
حينما أذكرها بأنني نهيتها، ترد بأن راحتها تجدها حينما تتحدث هكذا، علما أنها ليست أجنبية.
في آخر اتصال معها أخبرتها بأنني مريض وطريح الفراش، وهي لم تسأل عني أبدا منذ شهر، فهل هذه المرأة زوجة صالحة؟ وهل هكذا يعيش جميع الأزواج؟ أصبحت أشعر بالملل وأنفر منها، رغم أنني منحتها الحنان والعطف، ولا أكسر بخاطرها، ودائم السؤال عنها.
ساعدوني، ولكم خالص تقديري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلم ـ أخي الفاضل ـ أن الزواج قائم على علاقة السكينة والمودة والسكن التي جعلها الله سبحانه وتعالى بين الأزواج، ولكنها تبدو أحيانا بحاجة إلى بحث وتنقيب، وكثيرا ما تغيب هذه الحقيقة عن الأزواج؛ لأنهم أضاعوا الطريق الصحيح في الوصول إلى قلب الزوج أو الزوجة، وإنما يعمل الطرف الآخر بأسلوبه وطريقته التي يراها الطريقة المثلى، دون أن يسأل الطرف الآخر ما الذي يرضيه؟ وما الطريقة التي تجعله يشعر بالراحة والسكينة؟ والأجمل ألا يسأله بل أن يحاول أن يكتشف ذلك بنفسه.
وأنت ذكرت في رسالتك أنك تتودد إليها وتعاملها بلطف وحنان، ومع ذلك هي لا تبادلك الاهتمام نفسه، بل تكتفي بابتسامة، والأكثر أنها لا تطيعك في بعض الأوامر.
- ولكن هل سألت نفسك إن كان هذا الأسلوب يستهويها ويعجبها؟
- هل حاولت أن تغير في أسلوبك وتعاملك معها؟
- هل حاولت أن تفهم منها سبب هذا الصمت والجمود؟
- هل طلبت منها أن تتوقف عن اللغة بأسلوب النهي والزجر وتتكلم بأسلوب الملاطفة؟
ومن جهة أخرى: لا يخفى عليك أن السنة الأولى من الزواج هي من أصعب مراحل الحياة الزوجية، حيث يكون كلا الطرفين غريبا عن الآخر وعن ميوله ورغباته وطباعه، مهما كانت فترة الخطبة طويلة فهي غير كافية ليكتشف كلا الطرفين الآخر.
لذا لا بد أن تمنحها القليل من الوقت، ولا بأس أن تجلس معها وتحاول أن توصل لها ما تشعر به بأسلوب ودي، وأن تسألها ما الذي كانت تتمناه من زوج المستقبل من مواصفات وطريقة تعامل؟ وأعطها المجال أن تعبر عن كل ما يدور في ذهنها وخيالها، واصغ واستمع باهتمام، ولا بأس أن تطبق بعضا مما كانت تتخيله وتتمناه، وحذار من الاستهزاء أو السخرية، أو أن تجيبها أن هذا ضرب من الخيال، أو أنه لا يوجد إلا بالأحلام، أما الواقع فهو مختلف تماما.
بإمكانك أن تسدد وتقارب وتحقق لها ما تتمنى، كي ترى منها ما تتمنى.
الأنثى بطبعها تجذبها الكلمة الطيبة الحنونة، وتفرح بأقل الأشياء، وتحب أن تعاملها كطفلة مدللة، لا أن تنظر إليها أنها كبيرة واعية ومدركة.
وأنت بالمقابل أفصح لها عن الأشياء التي تتمناها، والتي ترغب أن تقوم بها، تحدث معها عن حياتكما المستقبلية، وشاورها بكل أمورك من صغيرها إلى كبيرها، واهتم بأمورها واهتماماتها.
مثلا هي: تحب الحديث باللغة الإنجليزية اطلب منها أن تعلمك إياها، فهذا من الأشياء التي تقربك منها، وغير ذلك من الأشياء أنت أدرى بها وأعلم.
وكونها تتحدث بالإنجليزية مع بعض صاحباتها لا ينبغي عليك أن تتحسس منها، وأن تكبر القصة.
أسأل الله أن يرزقك الحكمة في القول والتعامل، اللهم آمين.