السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا: أشكركم جدا على هذا الموقع المميز، وعلي جهودكم الرائعة، وأسأل الله أن يعطيكم من فضله وكرمه، وأن يجعل عملكم في ميزان حسناتكم، وأن يزيدكم علما.
ثانيا: أريد استشارتكم في مشكلتي لأنني تعبت كثيرا، أحببت ابن عمي، وكان الحب من طرفي فقط، لم أصارحه أو أتكلم معه، كنت دائمة الدعاء بأن يجعله الله من نصيبي، واستجاب الله لي وتقدم ابن عمي لخطبتي.
أكملنا ستة أشهر من الخطبة، وبعد الخطبة بثلاثة أشهر اقترح خطيبي أن نقوم بإجراء فحوصات الزواج، لأنه قلق من زواج الأقارب والأطفال، وبالفعل أجرينا الفحص، وكان سليما لم يكن فيه أي شيء يدعو للخوف والقلق، ولكن بعض الأطباء قالوا أن هذا الفحص لم يكن له علاقة بالأقارب، وبعد نقاش طويل مع خطيبي اقترحت عليه أن نستخير الله في هذا الأمر، وبالفعل صلينا صلاة الاستخارة، وحلمت حلما كان تفسير الحلم بشرى بإتمام الزواج، وشعرت براحة نفسية، ولكن خطيبي مازال قلقا.
منذ إجراء الفحوصات تغير خطيبي تماما، وعندما سألته صارحني بأنه بالفعل يشعر أنه تغير بسبب هذا الأمر، عرضت عليه أن ننفصل، لكنه رفض لأنه لا يريد ظلمي، فلا ذنب لي، وطلب مني تحمله حتى نتزوج، فالحب يأتي بعد الزواج، لا أدري ماذا أفعل، هل ننفصل أم نستمر على هذا الوضع؟ صليت صلاة الاستخارة بعد كلامه الأخير معي، ولم أحلم بشيء، ولكنني مرتاحة.
أرجو أن تفيدوني، لأنني تعبت كثيرا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لم يتبين لي ما سبب إجراء الفحوصات طالما وليس له أي علاقة بالأمراض الوراثية التي تحصل في الغالب من زواج الأقارب، ولم يبين لك هو ما السبب الذي جعله يتغير.
إن كان السبب هو قلقه من الأمراض الوراثية، وحتى يطمئن قلبه فلا بأس أن تجروا تلك الفحوصات، وتبين له كلام الأطباء أن الفحوصات الأولى لا علاقة لها بما يتخوف منه.
لا بد من معرفة سبب تغيره، لأنه كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن -بإذن الله- إصلاح العطب.
قد يقوى الحب بينكما بعد الزواج، ولكنني أخشى أن يبقى على نفس التغير إن بقي السبب الذي غيره قائما في نفسه، ومن هنا قد تسوء حالتك نتيجة الجفاء والجفوة من قبله، فتتعسين بدل أن تسعدي، وقد يصل الأمر إلى حد الطلاق.
إذا كان يقول لك أنت لا ذنب لك فذنب من إذن؟ وخوفه من أن يظلمك بفسخ الخطوبة أهون من ظلمه بعد الزواج، وخاصة إذا حصل الطلاق بعد الدخول بك.
لا بد من مصارحته بأنه لا عتب عليه، ولا حرج إن كان قلبه غير مرتاح أن ينصرف، وعديه بأنك لن تتأثري ولن تجعلي أهلك يتأثرون مع بقاء المودة بين الأسرتين على ما كان عليه.
إن بقي على تغيره فأنصحك أن تستشيري والديك بحيث تبقى هذه الاستشارة سرا بينكم، وبيني لهم مخاوف ابن عمك وما قاله لك، وتخوفك من أنه لا يحصل انسجام وحب من جهته بعد الزواج.
والداك أحرص الناس على مصلحتك، ولا شك أن إشراكهما في هذه القضية سيساعدك كثيرا، وإن أشارا عليك بالزواج وحصل -لا قدر الله- ما تخشينه، فسيكونا سندا لك ولن يرميا بالتبعات عليك، ويحملاك سبب فشل الزواج.
إن أشارا عليك بإتمام الزواج فأقترح عليك قبل إجراء مراسم كتابة العقد أن تصلي صلاة الاستخارة مرة أخرى، وتدعي بالدعاء المأثور، وتوكلي أمرك إلى الله يختار لك ما يشاء سبحانه، فإن من توكل على الله كفاه واختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.
إن سارت الأمور بيسر وسهولة فتلك علامة أن الله اختاره ليكون زوجا لك، وحينها لا تتخوفي من شيء، وعليك أن تبدعي في استمالة قلب زوجك إليك من خلال حسن الكلام، والتفاني في خدمته وإسعاده، سواء بالكلام العاطفي أو بإشباع رغبته الجنسية، وكذلك التفنن في طهي الطعام، ونظافة البيت، وحسن استقباله وتوديعه، والاعتناء بمظهرك ومظهره.
إن تعسرت الأمور وانسدت الأبواب؛ فذلك دليل أن الله صرفه عنك، فاحمدي الله وارضي بقضاء الله وقدره، ولا تتأثري مما حدث واعلمي أن ذلك خير لك.
نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.