هل يستجيب الله دعاء الناس بالشر؟

0 258

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دعوت على إخوتي بالموت في حال دخلت على الأمور الإباحية، وتبت بعدها -الحمد لله- وصليت صلاة الاستخارة، ولكنني كلما أحلم وأراهم يموتون بسببي، فهل تلك الرؤيا بسبب القلق والتوتر أم ماذا؟

يوجد صفحة تعليمية على برنامج الفيس بوك، وبها شخص يرسل تعليقات وصور إباحية، وانا لا أشاهدها، وفي نفس الصفحة دروس تعليمية، وأنا طالبة فهل يسمح لي بأن أدخل صفحته أم لا؟ وفي حال دخلت على صفحته هل سيؤدي ذلك إلى موت أخواتي؟ لا أدري ماذا أفعل؟ حتى صفحتكم أخاف من الدخول عليها؛ لأن بها استشارات حول الزنا وغيرها.

تراودني في عقلي بعض الأفكار الغريبة، أفكر عند لبس الملابس الضيقة بأن إخوتي سوف يموتون، أو عند وضع مساحيق التجميل أفكر بأنني سأكون غير محترمة، وإخوتي سيموتون، حينما أحتاج لشراء بعض الأمور، مثل قلم الحبر من المكتبة، ولو سمعت بأن صاحب المكتبة شخص غير محترم، أعاني وأشعر بالتعب.

أعلم بأن هناك أشخاصا يدعون على أشخاص بالموت، فهل يموت الشخص بسبب الدعاء عليه؟ ما زلت خائفة من الدخول للصفحة التعليمية، أخشى من وجود أناس غير محترمين، ماذا أفعل؟ هل سوف يستجيب الله لدعائي؟

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مكة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
إن الدعاء قد يستجاب للشخص، وقد لا يستجاب، سواء كان في الخير أو الشر، ومن هنا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الدعاء على النفس أو على الأولاد، فقال: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم)، فتبين أن استجابة الدعاء متوقف على موافقة ساعة استجابة.

لا تشغلي بالك كثيرا بدعوتك، فلن يحدث شيء إلا وفق قضاء الله وقدره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

الرؤيا التي رأيتها ناتجة عن القلق وحديث النفس، فلا تهتمي بها، وغالب الرؤى المفزعة لا تعبر لأنها من تخويف الشيطان الرجيم وتلاعبه.

لا أنصحك بمتابعة تلك الصفحة التعليمية كونها ترسل صورا إباحية، وعليك أن تبحثي عن قناة تعليمة تلفزيونية أخرى، وما أكثرها مع نظافتها، وأما ما يوجد في موقعنا فليس من ذلك في شيء، فالاستشارات والفتاوى التي تتحدث عن الزنا ليس من هذا الباب الذي تتحدثين حوله، فلا بأس عليك من الاستفادة من محتوى الموقع.

ما يدور في عقلك حين تلبسين ملابس ضيقة، أو في حال وضع مساحيق التجميل على وجهك، ما هي إلا وساوس شيطانية لا تلتفتي لها ولا تتحاوري معها، بل قومي بتحقيرها والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن تلك الوساوس إن تقبلتها وتحاورت معها ستوصلك إلى نفق مظلم، وستدخلين في دوامة خطرة.

عليك بلبس اللباس المحتشم، مع لبس الحجاب في حال خروجك إلى خارج البيت، وكوني مراقبة لله تعالى، ولا تتسببي في فتنة الشباب بلباسك أو بجمالك.

لا بأس من وضع المساحيق بين محارمك، أو بين النساء، أما أن يراك الرجال الأجانب فذلك محرم باتفاق العلماء.

وثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك، من خلال الإكثار من العمل الصالح، وخاصة صيام النوافل، وصلاة التطوع، وتلاوة القرآن الكريم، فبالإيمان والعمل الصالح تستجلب الحياة الطيبة، كما قال تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب ذهاب الهموم، ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من الدعاء لإخوتك أن يمتعهم الله بالصحة والعافية، وأن يرزقهم الاستقامة على أمر الله، وأن يسعدهم، وألا يستجيب ما دعوت به عليهم، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات