التجرؤ على المعاصي في الخلوات

0 367

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي أنني لا أستطيع أن أحفظ نفسي في الخلوات، وسرعان ما أتصفح الإنترنت لأبحث فيه عن الصور، مع العلم أنني متزوج، إلا أنه يأتيني يوم كل شهر أو شهرين أختلي فيه بنفسي، ويحدث ما يحدث، فهل أنا مسحور أم ماذا؟ علما أن هذا لا يحدث إلا في البيت، مع أني أحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن يوميا. فأرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

إن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وهم الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وأن يدفعهم للمعاصي، وكيد هذا العدو ضعيف، ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. وعار على المسلم أن يعصي الله في خلواته وعند بعده عن الناس، وشر الناس من إذا اختلى بمحارم الله انتهكها؛ لأنه كما قال ابن عباس: (يا صاحب الذنب! إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب! إن خوفك من الريح إذا حركت سترك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب). فكيف يخاف الإنسان من الناس ولا يخاف من رب الناس؟! فكن على حذر، وتجنب ما يغضب الله، واعلم أن الموت يأتي للإنسان على غير ميعاد، فاحذر أن ينتهي أجلك وأنت على غفلة وعصيان!

وإذا رزق الله الإنسان زوجة تعفه، وأسبغ عليه نعمة العافية فعليه أن يتقي الله ويؤدي شكر هذه النعم، ومن تمام شكرها العمل بطاعة الله، قال تعالى: (( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ))[سبأ:13].

واعلم أن التمادي على المعصية قد يورث الإنسان سوء الخاتمة، وقد يأتي للإنسان الأجل وهو عاكف على المعصية، وقد يسلب نعمة العافية بسبب المعصية، وقد تتسبب المعصية في خراب بيته وتعاسته والعياذ بالله. فإن للمعصية ضيقا في الصدر، وظلمة في الوجه، وحرمانا للرزق، وبغضا -كراهية- في قلوب الخلق.

ومما يعينك على التخلص من هذه الآفة ما يلي:
1- تجنب الوحدة.
2- وضع جهاز الكمبيوتر في الصالة أو في مكان مفتوح بحيث يراه أهل البيت.
3- المواظبة على ذكر الله ومراقبته.
4- التوجه إلى الله بصدق، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
5- تذكر خطورة آثار المعاصي والذنوب على الأفراد والأمم والشعوب.
6- الإكثار من الصوم وقيام الليل والصدقة وسائر الأعمال التي تنمي شجرة الإخلاص والمراقبة لله.
7- مجالسة الأخيار والقراءة عن السلف الأبرار.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات