السؤال
السلام عليكم.
الجدول الصيني في تحديد نوع جنس المولود ذكر أم أنثى، حيث تقوم هذه الحاسبة بتوقع جنس الطفل على أساس يوم التخصيب وتاريخ ميلاد الأم الحامل لهذا الجنين، وإحصائيات هذه العملية موثوق به بنسبة عالية جدا من التوقعات.
ما مدى صحة هذا الجدول الصيني بهذه المعلومات؟ وهل نثق فيه؟ باستعمال هذا الجدول يتوقع نوع الجنس في أول يوم تخصيب، فهل يعتبر من الشعوذة أو التنجيم؟ هل يجوز لنا كمسلمين الاستعانة بهذا الجدول في معرفة جنس المولود؟ على ماذا اعتمد الصينيون القدماء في كيفية تحديد نوع الجنس في غياب العلم، الأجنة أو الأجهزة المتطورة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا، والجواب على ما ذكرت:
- اعلم أن الله تعالى قد جعل ما في الأرحام من الحمل -وخاصة في أيامه الأولى- من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله وحده، فقال تعالى: " لله يعلم ما تحمل كل أنثىٰ وما تغيض الأرحام وما تزداد ۖ وكل شيء عنده بمقدار" [ سورة الرعد اية 8 ]، وقال تعالى: "
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ۖ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ۖ وما تدري نفس بأي أرض تموت ۚ إن الله عليم خبير"[ سورة لقمان اية 34 ]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى: لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله تعالى ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله تعالى، ولا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى" رواه البخاري برقم 4697، من حديث ابن عمر، فعلى هذا لا ينبغي الاعتماد أو الالتفات أو التصديق بما ورد من مزاعم الجدول الصيني الذي يدعي من يقوم به أنه يعرف نوع الحمل في الأشهر الأولى، ويجب رفض هذا الجدول؛ لأنه من ادعاء الغيب الذي استأثر الله بعلمه ولم يجعل لأحد سبيلا إلى معرفته إلا بخبر من الوحي، كما أخبر زكريا عليه السلام أنه سيولد له مولود ذكر، وكذلك أخبر مريم بحملها لمولود ذكر، ومعلوم أن الأطباء مهما أوتي من العلم ومن القدرة العلمية فلا يجوز لهم الخوض في أمر قد جاء البت في أمر لا يمكن أن يعرف.
- أما معرفة نوع الحمل بعد دخوله الشهر الرابع من الحمل فإن هذا ممكن، لأنه قد ثبت عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الله تبارك وتعالى وكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة. فإذا أراد الله أن يقضي خلقه قال: أذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فماالرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب في بطن أمه رواه البخاري برقم [318]، وهذا يدل على أنه لا سبيل إلى معرفة نوع الحمل ذكر أو أثنى إلا عندما يأمر الله بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا، فعلم الملائكة الموكلون بذلك، ثم علم من شاء الله من خلقه، فلذلك فإذا عرف الأطباء والمختصون نوع جنس الحمل بعد أن يدخل الحمل الشهر الرابع، فإن هذه المعرفة ليست من أمور الغيب لأنه قد نفخت الروح في الحمل وتكاملت خلقته، فمعرفة نوع الحمل لم يعد غيبا بل هو من الأمور الممكنة.
- ويمكن للطبيب المختص أن يرد على ما جاء من أسئلة حول الجدول الصيني.
وفقك الله لمرضاته.
----------------------------------------------
انتهت إجابة: د. مراد القدسي -مستشار الشؤوون الأسرية والتربوية-،
وتليها إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
---------------------------------------------
في الحقيقة لم يثبت ولغاية الآن صحة المعلومات المتداولة عن طريقة الجدول الصيني في التحكم أو التنبؤ بجنس المولود, وعلميا لا يوجد ما يدعم ذلك, بل على العكس, فهنالك دراسة ضخمة تمت في السويد على حوالي 3 ملايين امرأة حامل لمعرفة جدوى هذه الطريقة, والنتيجة أظهرت بأن نسبة إنجاب الذكور والأناث كانت مشابه للنسبة الطبيعية, ولا فرق على الإطلاق.
إن النسبة الطبيعية عند أي سيدة لإنجاب مولود ذكر هي 55٪ ولإنجاب مولود أنثى هي 45٪ , وهذا الكلام صحيح في كل أنحاء العالم وفي كل الأعراق والأجناس, وهو مبني على علم الإحصاء الطبي الدقيق, ولعل في ذلك حكمة ربانية عظيمة؛ لأن نسبة وفيات المواليد الذكور في السنة الأولى من العمر هي أعلى بحوالي 5٪ من نسبة وفيات المواليد الإناث, وبالتالي فبعد عمر السنة تقريبا تصبح النسبة بين الذكور والإناث متساوية أي 50 ٪ , أي يصبح هنالك توازنا طبيعيا بين الجنسين وهذا من إعجاز الخالق جل وعلا.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية دائما.