علاقة الحب تحولت لعلاقة غير أخلاقية مع خطيبي، فكيف أتوب؟

0 194

السؤال

السلام عليكم.

عمري 20 سنة، مخطوبة لشخص يكبرني بسبع سنوات، تم لقاء العائلتين بداية هذه السنة واتفقوا على خطبتنا، ولكن لم يتم الإشهار بخطبتنا، ونحن الآن على تواصل على الهاتف، كنت أريد التواصل معه لغرض معرفة شخصيته والتوصل لقرار سليم بخصوص علاقتنا ومشاعرنا، وهذا التواصل طور المشاعر بيننا.

ولكن المشكلة التي تؤرقني حاليا هي أننا منذ فترة شهرين تقريبا بحكم دراستي وعمله صرنا نتحدث ليلا، وأخذ الحديث منحنى غير أخلاقي، وهذا جعلني أشعر بالخزي والقرف من نفسي، علما أني مقصرة مع ربي، وصرت أيضا أخشى عقوبته بأن يفرقنا.

هو شخص طيب ولطيف ويحبه الجميع ومعروف بالتزامه وصلاته وأمانته، وهذا الشيء الذي جعلني أتعلق به، ولكن تساهله معي في هذه النقطة حيرني، علما أنه يحبني منذ خمس سنوات ورفض الارتباط بغيري، أشيروا علي ماذا أفعل؟

علما أن الزواج غير مطروح حاليا؛ لأن منزله الذي لم يكتمل بعد.

بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أختي الفاضلة – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, وحرصك على البعد عن أسباب الفتن والشهوات المحرمات وإضاعة الأوقات فيما لا ينفع بل يضر في الدين والأخلاق, وذلك بالاسترسال فيما ذكرت مع خطيبك في تبادل عبارات الإعجاب والغزل, وهو أمر محرم في الشرع كونه أجنبيا عنك, كما أن ذلك قد يمحق بركة الزواج, ويسيء إلى سمعتك في نظره سلمك الله وعافاك وحفظك من كل سوء ومكروه.

- أنصحك بالمبادرة إلى التخلص من كل الوسائل التي تسهم في فتنتنا عن الدين وتغوينا عن صراط الله المستقيم, ومنها قطع المكالمات الطويلة أو الكلام لغير حاجة أو تبادل العبارات المخالفة للشرع, أو الاتصال في المساء, وبيان ضرورة التوبة والامتناع من ذلك له وأن في ذلك مصالح الدنيا والآخرة والعلاقة الشرعية وكونه صار وسيلة إلى مالا يحبه الله ويرضاه, كما وهو ضياع لأغلى ما يملكه الإنسان, وهو الوقت والفراغ, وقد صح عند البخاري: (نعمتان مغبون فيهما – أي خاسر ومخدوع – كثير من الناس: الصحة والفراغ).

- لا شك أن مثلك لا يحتاج إلى كثير تذكير بحرمة هذا المسلك لإدراكك إياه والغاية التي أوصلتك إليها هذه الوسيلة المحرمة, ومن المهم بهذا الصدد : تقوية الإرادة حيث وهي– أختي العزيزة – أعظم الوسائل المؤدية إلى تحقيق النجاح في الدنيا والآخرة, وهي تنبع من داخل النفس لتحررها من عبودية ورق الشبهات والشهوات المحرمات وتصرفها عن دواعي العجز والكسل بكل عزيمة وتصميم وثقة, ومن أعظم وسائل تقوية الإرادة اتباع التالي:
1- الثقة بالله تعالى وحسن الظن به والاستعانة به وتقواه وطاعته والتوكل عليه في كل شؤون الحياة (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه...), واستشعار الثقة بالنفس والقدرة على النجاح وتجاوز كل العوائق والتحديات.

2- تقوية الدوافع الإيمانية والأخلاقية لديك في النجاح والتخلص من الأخطاء والذنوب, فعلى قدر قناعتك بالغاية التي تطلبينها في تحصيل طاعة الله ومحبته وجنته ورضوانه, والخوف منه ومن عقابه والحياء منه ورجائه, فإن الإرادة تزداد وتعظم وتسهل دونها كل الرغبات والمطامع والشهوات, فمن خطب الحسناء لم يغله المهر, وقد صح في الحديث: (ألا إن سلعة الله غالية, ألا إن سلعة الله الجنة).
"على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ** وتصغر في عين العظيم العظائم"
"تريدين إدراك المعالي رخيصة ** ولابد دون الشهد من إبر النحل".

- ولا شك أن المسلمة المتحلية بالعقل والحكمة والصلاح تحرص على أن لا يراها الله تعالى حيث نهاها, ويفتقدها حيث أمرها, أو تموت وتلقى الله على معصية وإثم, فالمبادرة والمسارعة إلى التوبة الصادقة والنصوح – حفظك الله ووفقك – (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).

- أهمية الصحبة الصالحة والطيبة في حياة الإنسان والتأثير على مستوى ومنسوب إيمانه وقناعاته وتحقيق مصالحه الدينية والدنيوية, فالصديقة الصالحة مهمة حيث تذكرك إذا نسيت وتنبهك إذا غفلت وتعلمك إذا جهلت, وهي خير عدة لأوقات الرخاء والشدة, وقد صح في الحديث : (المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل).
"الوقت أغلى ما عنيت بحفظه ** وأراه أهون ما عليك يضيع".

- ضرورة الترتيب والتنظيم والتخطيط الصحيح والدقيق للوقت وشغله وتوجيهه بما يعود عليك بالمنفعة والفائدة في المذاكرة وتنمية المواهب والثقافة ومتابعة المحاضرات والدروس والبرامج المفيدة, والقراءة في السيرة النبوية وسير العظماء والصالحين, والتأمل والاعتبار في سير الناجحين, والتأسي والاقتداء بهم.
"فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالرجال فلاح"
"إن الشباب والفراغ والجده ** مفسدة للمرء أي مفسدة".

- عدم اليأس والإحباط والقنوط من النجاح والتوفيق, وضرورة الإلحاح على الله تعالى بالدعاء في استمداد العون والتوفيق منه (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء), وفي لزوم الطاعات والنوافل وأذكار الصباح والمساء وقراءة القرآن والاستغفار والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-, حيث ويسهم ذلك بلا شك في تقوية وتنمية الإيمان وتحصيل عون وتوفيق الرحمن وطرد وساوس النفس والهوى والشيطان والحرص على تحصيل الجنان والرضوان والبعد عن أسباب غضب الله وعذاب النيران.

أسأل الله تعالى أن يعينك ويقوي عزيمتك وإرادتك ويعيذك من العجز والكسل والضعف ويحفظك من وساوس النفس والهوى والشيطان, ويرزقك الزوج الصالح والحياة السعيدة ويثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم, والله الموفق والمستعان, وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات