زوجي لا يلبي طلباتي المادية.

0 422

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة وعمري ثلاثون سنة، ولدي ابنة عمرها سنة واحدة وحامل في الشهر الرابع، تزوجت من زوجي بعد مشاكل عديدة ومعاناة صعبة بالنسبة لي أكثر من أي أحد آخر، وما زال معظم أفراد عائلتي يقاطعونني بسبب هذا الزواج، بدايتي كانت مثالية مع زوجي، ولكن بعد أن أنجبت ابنتي الأولى بدأت المشاكل وأحسست بالتقصير من عائلة زوجي ومن زوجي أيضا، كلما شكوت له من تقصير معين ثار علي وغضب، وبدأ يتهمني بالكذب، وبأنني أفتعل المشاكل في البيت حتى أفرق بين العائلة، أحاول أن أفهمه وجهة نظري ولكن دون جدوى! وفي النهاية يبدأ بتحقيري وسبي وبأنني دائما كثيرة الشكوى.

ولكن ليس لدي أحد غيره أشكو له، لأنني لا أريد أن أكلم أحدا من العائلة، وقد أتلفظ بكلمة في لحظة غضب، شكوت له بأنني عندما أعود إلى ابنتي في البيت لفترة الإرضاع في الساعة الواحدة ظهرا وحتى الساعة الثانية والنصف ظهرا أتفاجأ بأن وجبة الغداء ليست جاهزة، وأظل بدون طعام حتى أعود إلى العمل مرة أخرى، مع العلم بأن عملي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة والنصف عصرا، وظللت على هذه الحال لمدة أربعة أشهر حتى بدأ يقتنع ويقنعهم بالتغيير وتقديم وجبة الغداء.

وشكوت بأن فترة عملي طويلة، وعند عودتي إلى البيت ليس لدي الوقت الكافي لأنجز أعمال البيت مع الاهتمام بابنتي وبنفسي، وطلبت خادمة، ونفس ردة الفعل منه وهي مطابقة لرأي العائلة، وعشت ستة أشهر صعبة بعد الولادة ما بين قلة الأكل والإجهاد وقلة النوم بسبب طفلتي وعملي حتى اقتنع أخيرا بذلك.

وفي الفترة الأخيرة شكوت له بأن الجميع يستقل السيارة الجديدة، وأنا الوحيدة التي تأتي مع السائق في السيارة القديمة، على الرغم من أن الأمور لم تكن كذلك منذ شهر، قد يبدو الأمر تافها ولكني كنت أناقشه على المبدأ نفسه، وأنني فرد من العائلة، وأريد أن أحس باحترامي وتقديري كزوجة من الابن الأكبر في هذه العائلة، ولكن نفس ردة الفعل من دون أن يتأكد.

أريد أن أفهم، انصحوني: ألا يحق للزوجة أن تشكو لزوجها بأنها لا تحصل على الغداء وعن معاملة أهله لها؟ مع العلم بأني لليوم لم أتلفظ بأي كلمة تسيء إلى أحد منهم، ولم أقصر مع والدة زوجي من هدايا أو أغراض مطبخ أو غيره، فلماذا هذه المعاملة من ناحيتها؟

مع العلم بأن بقية أفراد العائلة يعاملونني بكل احترام، أنا وزوجي الآن على خلاف بسبب المشكلة الأخيرة، وكالعادة فهو غاضب جدا مني ولن يعتذر أو يبادر بالكلام، أحس باكتئاب شديد وأبكي طول الوقت، وليس لدي أحد أشكو له مشكلتي، ساعدوني فأنا أحس بأني وحيدة، وأشتاق إلى أهلي كثيرا الذين قاطعوني ولم يسألوا عني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوحيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اطلعت على استشارتك، والتي تتعلق بعدم تجاوب زوجك معك عندما تشتكين له، وتعامل والدة زوجك معك، واتضح لي من رسالتك أن شكواك ذات شقين: الشق الأول يتعلق بزوجك، والثاني بأم زوجك.

أما الشق الأول: فقد شكوت من أشياء معينة، وأنه تباطأ في الإجابة فيها، وأرجو أيتها الأخت المباركة أن تعلمي الآتي:

1- أن الإنسان في هذه الحياة لا يستطيع أن يلبي كل ما يريده، وهذه سنة الله في الأرض؛ لأن الحياة دار امتحان للإنسان وليست دار الجزاء، ولذا يمكن للعاصي أن يتمتع فيها ويعيش في هناء، في حين يكون المطيع مبتلى بفقر أو مرض أو مشاكل.

2- أرجو أن تجدي لزوجك العذر في عدم إجابة كل الطلبات، فربما لظروف مادية، أو لالتزامات أسرية، أو لضغوط خارجية، فإن لم يستجب لك عاجلا فلا تنزعجي، وابحثي له عن عذر، واصرفي النظر عن طلبك لفترة.

3- عندما تطلبين منه شيا، من الأحسن لو ساعدته في الحل، لا سيما وأنت موظفة ولك راتب، فمساعدتك في الحل يسهل عليه الأمر، سواء كان الحل ماديا أو غيره.

4- شعرت أختي بأنك تشتكي من عدم إجابته لك من شراء سيارة جديدة، وأقول: هل ظروفه المادية تقدر على ذلك؟ وهل في استطاعته شراء السيارة؟ وهل عرضت عليه أن تشتريها من راتبك فرفض؟

أقول لك: من حقك أن تشكي لزوجك، ولكن من حقه ألا تكثري عليه من الشكوى، فهذا يسبب له الضجر والقلق، وعليك أن تصبري وتعودي نفسك الصبر، فمثلا لك سيارة قديمة، فاصبري عليها لفترة حتى تجدي منه الجو المناسب، واطرحي عليه الأمر، فإن تجاوب فبها، وإلا فاتركيه فترة أخرى.

ثم لا تنسي دورك وواجبك تجاهه، فأنت في البداية قبل أن تكوني موظفة، عليك أن تقومي بواجب الزوجة كاملا تجاه زوجك حتى يشعر بذلك، بل إذا تضارب عملك مع أداء هذا الواجب فلا خيار لك إلا أن تتركي عملك، واليوم الذي يشعر فيه أنك قائمة بالواجب كاملا فإنه لن يقصر معك أبدا.

أما الشق الثاني الذي يتعلق بمعاملة أمه معك، فهذه مشكلة عامة، وهي أن أم الزوج دائما في مشكلة مع الزوجة إلا من رحم الله، وحل هذه المشكلة يتمثل في السكن المنفرد إن أمكن ذلك، وفي حسن التعامل ورد السيئة بالحسنة، كما أمر الله تعالى في صلتهم وإن قطعوك، وألا تكثري من الشكوى منهم، بل تصبري واحتسبي، فإذا استمريت على هذا الخلق، فإنهم سيتغيرون بلا شك في تعاملهم معك، فجربي هذا، مع كثرة الابتهال بالدعاء، وحسن العبادة، فإن الله سيسعدك بإذنه تعالى.

والله ولي التوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات