تدهور مستواي الدراسي بعد أن كنت متفوقاً

0 347

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 19 سنة، طالب في الثالث ثانوي، وقد كنت مجتهدا عندما كنت في الفصول الدنيا، ولكن ما إن دخلت الثانوية حتى أصبحت كسولا ضعيفا نحيلا يابس الوجه بارز الركبتين، خفيف الوزن، بطيء الفهم، كثير المرض، ضعيف النظر، لين الأسنان.

أصبحت حالتي يرثى لها بعد أن كنت الأول في فصلي، أصبح آخر من في الفصل يتفوق علي، وقد كنت ممن لهم ذاكرة صافية وحافظة قوية وفهم سريع، وقد كنت أحفظ من القرآن الكريم الشيء الكثير، ولم أكن أعرف للشقاوة معنى في حياتي.

ولكن عندما كنت في بداية الثانوية كنت أسخر من التعليم في بلادنا وأنني لم أعد أحتاج من علم هؤلاء بل الشهادة فحسب، ولكن لم أكن أعلم أنني وقعت في آفة جعلتني في آخر الركب دون علمي، وكنت أعتقد أن المجتهدين من الطلاب ما هم إلا ضحايا هذا التعليم الردي، ولكن لم أفكر يوما بلوم نفسي إلى أن وقعت عيناي على موضوع نشره أحد الإخوة ذكر في ما يقول ما معناه أن العادة السرية تفعل بالإنسان كذا وكذا، وذكر كل ما أعاني منه، ولم أعلم أن هناك شيئا يسمى بالعادة السرية، وقد كنت أمارسها وكأن لسان حالي يقول يقع كثير من الشباب ممن هم في سني في ما يغضب الله من الكبائر كالزنا واللواط حتى يفرغوا شهواتهم، وأنا أتخلص من شهوتي بطريقتي هذه، وكأنني أقول لا إثم ولا جهد في التصبر، ولكن بعدما رأيت ذات المنشور للأخ، وعندما تطابقت ما أعاني منه مع ما ذكره في موضوعه علمت من تلقاء نفسي أن ما أقوم به هي نفس هذه المذكورة.

ولدي مشكلة أخرى أريدكم أن تساعدوني به -بارك الله فيكم-، وهي أنني كما قلت في السنة الأخيرة من الثانوي وأنني -إن شاء الله- أدخل الامتحان النهائي بعد شهرين، ولكن لم تعد لدي رغبة للدراسة خاصة وأنني إن نجحت قد أكمل دراستي في بريطانيا لأدرس علم الحاسب الآلي، فهل هناك ما يشد من عزيمتي ويقويني على المذاكرة في الفترة الشديدة القرب من الامتحانات؟ وأيضا كيف حال بريطانيا أعني حال عري نسائهم؟ هل أستطيع أن أصمد أمام الشهوات وأنا أعزب لا سند لي سوى الله أم أنه يجب أن ألغي الدراسة هناك خوفا من الفتن؟

أشيروا علي بما ينفعني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو العرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد ذكرت في رسالتك مشكلتين، وطلبت الاستشارة حولهما، وكذلك تستشيرنا في قضية السفر إلى بريطانيا، وإليك الإجابة:

المشكلة الأولى: ظهور بعض الأعراض على حسب قولك حتى أصبحت كسولا ضعيفا نحيلا يابس الوجه بارز الركبتين خفيف الوزن بطيء الفهم كثير المرض ضعيف النظر لين الأسنان، وهل هذه الأعراض هي نتيجة العادة السرية؟

فأقول:
أ ـ لقد ذكرت أنك لم تكن تدري أن ما تقوم به إنما يسمى بالعادة السرية، وأن لها أضرارا، وأنها منهي عنها شرعا، بل كنت تظن بنفسك خيرا إذ كأن لسان حالك يقول يقع كثير من الشباب ممن هم في سنك في ما يغضب الله من الكبائر كالزنا واللواط حتى يفرغوا شهواتهم وأنت تتخلص من شهوتك بطريقتك هذه وكأنك تقول لا إثم ولا حرج في التصبر حسب تعبيرك.

نعم لقد ذكر بعض العلماء أنه في حالة الضرورة يباح للإنسان ما لم يبح في الوضع الطبيعي، وكونك لم تكن تعلم أنها حرام شرعا فاطمئن فإن الإثم الشرعي يسقط عنك -بإذن الله-، أما وأنك علمت فيجب عليك أن تبدأ بالعلاج الفوري للتخلص من هذه العادة، والإقلاع عن الإدمان عليها.

ب ـ تذكر قوله تعالى: ﴿ والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ﴾ [المؤمنون: 5، 6]، قال تعالى: ﴿ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ﴾ [النور: 33].

ج ـ وكل ما ما تحتاجه في رحلة علاجك هو أن تمتلك الإرادة القوية والعزم على التخلص من تلك العادة نهائيا.

د ـ ومما يساعدك في تقوية تلك الرغبة وشحذ عزيمتك للخلاص منها: الاطلاع حول أضرارها وتأثيرها على من يمارسها من جميع النواحي، من الناحية الروحية والاجتماعية والنفسية والجسدية، فكل ما ذكرت من تغيرات وتحولات صحية ونفسية في شخصيتك قد يكون ناتجا عن إدمان ممارستها، ويبدو أنك كنت تمارسها بكثرة حتى وصلت إلى هذه الحال، وقد يكون لظرفك الصحي الخاص فالأمر يبت فيه الطبيب المختص.

أقدم لك بعض النصائح لشحذ همتك وإشعال الرغبة عندك في التخلص من آثار هذه العادة السيئة، وذلك ما يلي:
1- اتخاذ قرار حازم وفوري على الإقلاع عنها أو ممارستها، ومما يساعدك على أن يكون قرارك حازما كتابة الهدف من وراء الإقلاع عن ممارسة تلك العادة، فالهدف أولا وقبل كل شيء هو إرضاء الله -سبحانه وتعالى- والابتعاد عن سخطه وغضبه، كما يمكن أن يكون الهدف استعادة إمكانياتك وطاقاتك لتكون من الناجحين المتميزين الحائزين على الدرجة الأولى في امتحانات الثانوية على مستوى دولتك، وهذا عليك هين -بإذن الله- إذ إنك كنت من المتفوقين وستعود -بإذن الله- ومن الممكن أن يكون الهدف أيضا استعادة لياقتك البدنية وصحتك الجسدية؛ فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وأن تكون وافر الصحة والعافية، وبكامل نشاطك وحيويتك فهذا محض فضل من الله -سبحانه وتعالى-، ويستحق الشكر لله -سبحانه وتعالى- من خلال المحافظة على صحتك والابتعاد عن كل ما يضر بها، واحرص أن تكون الأوراق التي كتبت عليها الهدف قريبة منك وأمام عينيك لتشحذ همتك كلما شعرت بالضعف أمام تلك العادة.

2- تنظيم وقتك، بحيث تضع برنامجا تملأ به أوقات فراغك بالمفيد النافع، ليس بالضرورة أن تكون كل ساعاتك دراسة، بل من الممكن أن تمارس رياضة محببة لديك مثل السباحة أو الجري أو غير ذلك من أنواع الرياضات، أو ممارسة هواياتك أو غير ذلك مما يبتعد بك عن الفراغ وتشغل نفسك بالحق بدلا من أن تشغلك بالباطل.

3- الابتعاد عن العزلة وعدم الاختلاء بنفسك، من خلال تنظيم نشاطات مع أصدقائك، أو زيارات عائلية.

4- الابتعاد عن المثيرات الجنسية كمشاهدة الأفلام، ومتابعة المقاطع التي تنشر في النت أو تصفح المجلات الجنسية، وغير ذلك مما يجعلك مثارا بشكل دائم.

5 ـ المحافظة على الطهارة في أغلب أوقاتك والصلوات في أوقاتها، واحرص أن تكون في جماعة بما فيها صلاة الفجر، فمن صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله فأنى للشيطان حينها أن يقترب منك ويوسوس لك بممارسة تلك العادة، وأيضا الإكثار من الصيام، وهذا ما نصح به نبينا صلى الله عليه وسلم الشباب في الحديث النبوي الشريف: عن ابن مسعود قال : " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري.

6 ـ كذلك الإكثار من الصدقات فإن الصدقة تطفئ الخطيئة، وتقضي الحاجة، وتعين على الطاعة، وتقرب من الله سبحانه وتعالى ، كما أنصحك بالإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ففيهما تمحا الذنوب، وتنشرح الصدور، وتفتح أبواب الرزق والتوفيق.

أما بالنسبة لمشكلتك الثانية والمتمثلة بعدم رغبتك بالدراسة:
فاعلم أنك متى استطعت التخلص من تلك العادة والإقلاع عنها نهائيا، مع التزامك بالمحافظة على الصلوات والأوراد، ستعود إلى سابق عهدك في تميزك وتفوقك ورغبتك في العلم والدراسة، ومما يساعدك في ذلك أيضا تحديد هدفك، ورغبتك ماذا تريد أن تكون في المستقبل، واختر لنفسك من بين زملائك في الصف منافسا تتنافسان معا على نيل الدرجة الأولى، فذلك سيشعل في قلبك روح العزيمة والتحدي.

أما بالنسبة إلى سفرك إلى بريطانيا لإكمال دراستك بعد المرحلة الثانوية: فمع ما ذكرت من الرغبة الجنسية التي لديك لا أنصحك بالسفر وحدك وفي هذه الفترة العمرية، وإنما من الممكن أن تدرس في بلدك أو المكان المتاح حاليا لتنال الإجازة الجامعية، ومن ثم تتزوج وتسافر مع عائلتك الصغيرة لتكمل تخصصك هناك في المجال الذي تحبه وترتضيه.

أسأل الله أن يجعلك من أهل الفلاح والصلاح في الدارين اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات