السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 23 سنة، كنت أعاني منذ سنة من خوف وتوتر وقلق، ولا أستطيع النوم، ولا أحب الخروج من المنزل، ولا أشعر بالسعادة، وتأتيني نوبات خوف وهلع، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، وأصبحت أخشى من الموت، ومن ذكر الموت.
أشعر أنني في حلم، ولست في الواقع، أنظر للدنيا باستغراب، وأصابني تنميل في اليدين والقدمين، ونغزات في الصدر، وآلام في الظهر، وأظن أن ألم الظهر من الجلسة الخاطئة، وأصبحت أخشى من الإصابة بمرض القلب، رغم أنني أمارس رياضة الجري، ولا أستطيع أن أبوح لأحد ما أعانيه، فما تشخيصكم لحالتي؟
أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما حصل معك -أختي الكريمة- هو نوبة هلع واضحة بكل أعراضها وبكل علاماتها، فهي تأتي في شكل أعراض قلق، أعراض جسدية وبدنية للقلق، وصعوبة وتوتر، وخوف شديد من الموت، وبعدها يرجع الشخص إلى حالته الطبيعية، ولكن قد تتكرر هذه النوبات، وقد تؤدي إلى رهاب الهلع، أو الخوف من الخروج -أو الطلعة كما ذكرت- وهذا الخوف يأتي نتيجة أن الشخص يخاف أن تحصل له هذه النوبة خارج منزله، ولا يجد العون الكافي أو المساعدة الكافية، فلذلك يأتيه خوف من الخروج، ويظل قابعا في منزله، لا يتحرك إلا مع شخص آخر.
الشيء الثاني: هناك أعراض قلق وتوتر مصاحبة مثل الإحساس بأن الشخص غير طبيعي، أو الواقع مختلف، والخوف الشديد من الأمراض المستعصية أو الزمنة مثل مرض القلب.
كل هذا -أختي الكريمة- هي أعراض لمرض نفسي -كما ذكرت- مرض أو اضطراب الهلع، وهو من أمراض القلق، ويأتي في شكل أعراض جسدية، وغالبا الكثير من المرضى يلجئون إلى أطباء الباطنة والقلب، ويراد إجراء الفحوصات الكثيرة، وعدم وجود شيء عضوي يقنع الطبيب أن يحول المريض إلى الأمراض النفسية.
فالأمراض النفسية -خاصة ما ذكرته- تأتي في شكل أعراض جسدية، وقد يشعر الشخص لأول وهلة أن ما به هو مرض عضوي محض وليس مرضا نفسيا.
وفقك الله وسدد خطاك.