كيف أتعامل مع اضطراب الهلع؟

0 72

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أصبت منذ مراهقتي -تقريبا من 2009- بنوبات هلع وقت الصلاة بالمسجد النبوي بشكل مرعب ومخيف، شعرت بالموت قد اقترب وأن روحي تنتزع، وعدت النوبة ولكن كتمت هذا الشيء بنفسي، ولم أخبر أحدا من شدة الخوف، وأصبحت أفكر بالنوبة بشكل متكرر، ولم أعرف ما الذي أصابني، لكن بعد فترة اكتشفت أنه الهلع، من خلال البحث وتطابق الأعراض، ومن بعدها تركت الدراسة ليومنا هذا، وأصبحت أخاف أكثر، والنوبة تأتي كلما خرجت من المنزل، ولا أستطيع قيادة سيارتي بعيدا عن المنزل، وأخاف جدا من الإشارات والزحمة، كذلك أخاف من المرتفعات والنظر مثلا للسماء.

تأتيني أفكار مزعجة ومخيفة، وأنا بصدد العلاج، ولكني متخوف جدا من الأدوية، لأني بحثت ورأيت أعراضا مخيفة تحدث لمن يستعملها، وسؤالي الآن: هل العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يشفيني بعد الله من الاضطراب؟ لأنه أصبح اضطرابا وليس نوبة فقط، وأنا متخوف من الأدوية حسب ما قرأت أنها تهدد حياة الشخص، وتسبب له هلاوس وترفع هرمون الأنوثة.

وفقكم الله ولا أراكم مكروها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك تعاني من قلق المخاوف، والذي يتجسد في نوبات الهلع التي ظهرت لديك، ومن ثم ظهر لديك ما نسميه برهاب الساحة، ولديك أيضا ما يمكن أن نسميه بالخوف أو القلق التوقعي، والخوف من المرتفعات مصاحب لقلق المخاوف الذي تعاني منه.

أيها الفاضل الكريم: قطعا إذا أخذت بالبرنامج العلاجي الشامل لهذه الحالات هذا سيكون أفيد لك، والبرنامج العلاجي الشامل يشمل العلاج السلوكي والعلاج الاجتماعي والذي يحتم حقيقة أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وكذلك العلاج الإسلامي الذي يتمثل في أن يرفع الإنسان قناعاته المطلقة بالتوكل على الله، وأن يلتزم بالصلاة مع الجماعة في المسجد خاصة في الصف الأول، لأن هذا نوع من التعرض الإيجابي جدا ضد المخاوف، وكذلك الحرص على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وجدناه قطعا مطمئنا جدا، وتدارس وتلاوة القرآن بكل تؤدة بالتجويد والتفكر والتدبر أيضا من الأشياء المفيدة جدا، لأنه بذكر الله تطمئن القلوب، ولا شك أن القرآن هو أعلى مراتب الذكر.

بعد ذلك يأتي العلاج الدوائي وهو العلاج البيولوجي ونحن نراه أيضا مهم جدا، لأن الأبحاث العلمية أثبتت تماما أن هنالك نوعا من التأثيرات أو التغيرات تكون قد طرأت على مكون عصبي في الدماغ يعرف بالموصلات العصبية، هذه المواد يأتي على رأسها مادة تسمى السيرتونين، لا يعرف على وجه الدقة والتحديد ما الذي يحدث لكن قطعا هنالك عدم انتظام في إفرازها، قد يكون هنالك زيادة في الإفراز أو تذبذب في إفرازها هذا كله نعالجه دوائيا، فالمنظومة العلاجية يجب أن تأخذ هذه المسارات الأربعة، والأطباء عليهم مسؤولية في أن يختاروا الدواء السليم والصحيح، لمن يطلب منهم المساعدة.

الحمد لله تعالى توجد أدوية ممتازة وأدوية سليمة، وأنت تخوفك من الأدوية أنها قد تسبب الهلاوس وترفع هرمون الأنوثة، نعم هناك أدوية تسبب كل هذا لكنك لست محتاجا لأي من هذه الأدوية، أنت محتاج لدواء واحد مثل عقار استالبرام، الذي يسمى سبرالكس دواء في قمة الروعة والنقاء والسلامة والفاعلية، لا يسبب هلوسه، لا يرفع الهرمونات الأنوثية ولا يؤثر على هرمونات الذكورة، ولا يسبب إدمانا، فقط أحد أثاره الجانبية أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، وذلك من خلال زيادة الشهية للطعام خاصة السكريات، بخلاف ذلك هذا دواء رائع جدا.

فيا أخي الكريم لا تحرم نفسك من العلاج، لا تحرم نفسك من الدواء، ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء فتداووا عباد الله، اطرق الباب السليم اذهب إلى الطبيب المختص الذي تثق فيه وابدأ في تناول الدواء، وكما ذكرت لك السبرالكس دواء رائع ومفيد جدا، أخي الكريم قطعا أنت في حوجه لممارسة تمارين استرخائية مهمة جدا وسوف تفيدك كثيرا هذا أيضا جانب علاجي أنصحك به كما أن حسن إدارة الوقت وتجاهل الأعراض نراها من الأشياء المفيدة جدا.. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. ونرحب بك مرة أخرى في الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات