أختي تسيء للناس من خلال الفيسبوك، فكيف أتصرف معها؟

0 96

السؤال

السلام عليكم.

بوركت جهودكم النبيلة في خدمة الدين والمجتمع.

أختي عمرها 20 سنة، منذ طفولتها وهي منطوية على نفسها وتتجنب التعامل مع الناس، ولكن بعد بلوغها 18 سنة وامتلاكها حساب فيس بوك شخصي أصبحت تسيء لأشخاص من غير مبرر، مما تسبب لها في العديد من المشاكل، قمت بمصادرة هاتفها لفترة، ومن ثم أعدت لها الهاتف، لكنها ما زالت تتعمد الإساءة للناس، في كل فترة تنبهر بمذهب معين ثم تتركه وتسبه وتنتقل لمذهب آخر، أشعر أنها عرضة للتطرف، حينما أناقشها تنعتني بالمتسلطة وبأنها تكرهني، وتهددني بالانتحار أو بتفجير نفسها في الناس، أصبحت أخشى عليها، أخشى أن تضر نفسها أو الناس، أحاول أن أقنعها بالذهاب لطبيب نفسي، لكنها ترفض، لا أعرف كيف أتصرف معها، علما أن أمي أرملة وضعيفة، والشعور بتحمل المسؤولية أكهل عاتقي.

انصحوني، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمتك يا رب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأهلا وسهلا بك في الموقع, وأشكر لك حرصك على إصلاح جوانب الخلل لدى أختك, سائلا الله أن يفرج همك ويحفظ والدتك ويعافيها, ويصلح أختك ويهديها ويرزقك الصبر والحكمة والتوفيق والسداد.

- وأما بخصوص شكواك من ابتلاء أختك بالعصبية والعنف والعدوانية والإساءة للناس, فإن بداية العلاج تستلزم منك أولا ضرورة تفهم الأسباب الدافعة لها إلى هذا السلوك، والحرص على معالجتها أو الحد والتخفيف منها, حيث وإن البعض يلجئون إلى مثل هذا السلوك الطبيعي بسبب نموهم الجسدي والعقلي أو بسبب الشعور بالإحباط أو الكبت والنقص كما هو ظاهر حال أختك المذكورة -عافاها الله-.

- ولذا فإن الأصل عدم استخدام العنف معها مطلقا؛ كون مواجهة العنف بمثله مما يزيد في إقناعها وتربيتها عمليا باتباع منهجية العنف والعدوانية في التعبير والتنفيس عن الغضب والمشاعر السلبية لديها, لاسيما في مثل حالة أختك ذات العقد النفسية والميول العصبية والعدوانية, فالقسوة لا تختلف عن التدليل في سوء النتيجة والتأثير.

- وبصدد العلاج أيضا فلا بد أن تحرصي – أختي العزيزة – , أو توكلي من تأنسين منهم القبول والتأثير عليها من عقلاء الأهل والأقارب بالجلوس والتواصل والحديث معها – حفظها الله وأصلحها وهداها – والحرص على التفرغ لها ومصاحبتها والتقرب منها والتحبب والتودد لديها والاستماع لها وإبداء التفهم لمشاعرها واحتياجاتها وإشعارها بالحب والحنان والأمان, وعدم اليأس في الاستمرار في مناصحتها بلطف ورفق, وبذل السبل المتعددة في توجيهها وإرشادها وعدم التخلي عن تحمل مسؤوليتها مهما بلغ عنادها وإعراضها, لاسيما مع ما مرت به أختك من ظروف الانطواء والعزلة منذ طفولتها, وكونها في مرحلة عمرية يكثر فيها حب التمرد والعناد والغضب وإثبات الذات.

- توفير القدوة الحسنة منك ومن الوالدة – حفظها الله وعافاها – بضرورة الالتزام بالدين والأخلاق والبعد عن المشاحنات الأسرية فكما صح في الحديث: (كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه, أو ينصرانه, أو يمجسانه)،
"وينشأ ناشئ الفتيان منا ** على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجا ولكن ** يعوده التدين أقربه".

- الحرص على غرس الجوانب الإيجابية الإيمانية والأخلاقية والنفسية لديها, وذلك من خلال مشاركتها استماع المحاضرات والخطب والمواعظ والبرامج النافعة والمفيدة, والدفع بها إلى حلقات العلم وتحفيظ القرآن وأعمال الخير وتجنيبها الصحبة والبرامج السيئة.

- تهيئة المدرسة الصالحة والرفقة الصالحة وترغيبها في مجالسة الصالحات وعلى الثقة بالنفس وضبطها عند الغضب.

- تشجيعها على تفريغ الغضب والطاقة في الدفع بها إلى الرياضية وممارسة هواياتها المحببة لديها, والخروج مع الأهل والصحبة الطيبة إلى زيارة الأقارب والمتنزهات.

- ومن المهم عند اللزوم من عرضها على طبيبة مختصة, لاسيما مع ما ذكرت من اتصافها بالانطواء والعزلة منذ الطفولة إلى فترة طويلة لمدة لا تقل عن ستة عشر سنة.

- ولا أفضل وأجمل من اللجوء إلى الله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء, لاسيما الدعاء في جوف الليل (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).

أسأل الله أن يثبتنا وإياك على الدين، ويهدينا صراطه المستقيم، ويوفقنا إلى ما يحب ويرضى, والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات