فقدت كل اتصال بنفسي وبالواقع، ولا أحس بأية أحاسيس!

0 78

السؤال

السلام عليكم.

شاب، أبلغ من العمر35 عاما، أعاني من حالة غريبة جدا، حالة من اللاوعي فاقد فيها كل اتصال بنفسي وبالواقع والزمان والمكان، ولا أحس بأية أحاسيس وكأنني 100% في حلم، فأحس أنني غير موجود، فلا أعرف من أنا، أو بالأحرى ما أنا، لا أعرف أي شيء عن الدنيا، فلا أعرف كيف كنت ألبس وآكل وأخرج، وكيف كنت أعيش، كما أنني لا أتذكر كيف كنت أعامل أهلي وأصدقائي، ولا أتذكر الكثير من صفاتهم وطباعهم وشخصياتهم، بالإضافة إلى الكثير من طباعي وصفاتي كأنني غير موجود في هذه الدنيا، وليس عندي أي تصور عنها.

* لا أعرف معنى الحياة من موت أو حياة، أو نجاح أو فشل، ولا أحس بأي صفات بشرية من حب أو كره أو خوف أو راحة، وليس عندي أي غرائز سواء جنسية، أو حب للمال، أو النجاح أو الجوع، وأحس كل شيء حولي وهمي وغير حقيقي، كأني أراه في حلم.

* لا أستطيع التركيز أو الحفظ أو التخيل أو التذكر، فقدت كثير من الذكاء والقدرة على إيجاد الحلول واتخاذ القرارات وربط الأفكار والتحليل، فلا أعرف كيف أتصرف أو أجد حلولا للمشاكل، ولدي صعوبة كبيرة في التعلم واكتساب المهارات، وأيضا أنا لا أتذكر كيف كنت أتصرف وأتعامل مع المشاكل وأحلها، وليس عندي صفاء ذهن فأحس دائما كأن بالي مشغول ومشتت وبأني مشدود.

*عندما أتكلم أو أناقش أو يسألني أحد فإن معظم الكلام يخرج مني تلقائيا من غير تفكير ويكون كله صحيح، لدرجة أنني ممكن أن أمزح أو أتكلم في مواضيع مهمة وأناقش كأن مخي يرد لوحده من غير تفكير أو تقييم للكلام، ولكن قدرتي على استجماع الأفكار والمجادلة والإقناع شبه معدومة، كما إنني عندما أقوم بأي عمل أقوم بالأمر أوتوماتيكيا وتلقائيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، رسالتك -أخي الكريم- تدارستها بكل دقة، والذي استخلصته مما ذكرت أنك تعاني مما نسميه بالخواء النفسي أو الإفراغ النفسي، وهنالك أيضا شيء مما يعرف باضطراب الأنية أو التغرب عن الذات، ولديك أيضا نمط وسواسي في طريقة التفكير. أخي الكريم هذه ليست أمراض إنما هي ظواهر نفسية، ولكن موضوعك يحتاج للمزيد من الاستبصار وهذا يتم من خلال مقابلة الطبيب النفسي، فأرجو أن تذهب وتقابل أحد المختصين وقطعا سيقوم الطبيب بما نسميه بالتشريح النفسي لحالتك، فيما يتعلق بنشئتك، ومراحلك الارتقائية، وعلاقات الأسرية، ومراحل التعليم، والعمل، وصلاتك الاجتماعية، هواياتك هذا كله يجب أن يصبغ غوره وبدقة شديدة جدا متناهية من خلال المناظرة أو المقابلة الطبية المباشرة، وإجراء بعض المقاسات كمقاسات الشخصية والمقاسات المعرفية، ومقاسات المزاج من خلال ذلك إن شاء الله تعالى يتم تأكيد التشخيص وتوضع لك الخطة العلاجية.

والعلاج -أيها الفاضل الكريم- أينكان لهذه الحالات أو غيره من الظواهر النفسية له أربع مكونات، وهنالك العلاج النفسي السلوكي، وهنالك العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الدوائي إن تطلب الأمر هذه المسارات الأربعة حين تلتقي ويلتزم بها المعالج والمعالج تؤدي إلى نتائج رائعة جدا، إن شاء الله تعالى حالتك ليست مستعصية، حالتك يمكن أن تعالج، ومن حيث الأدوية أنا أرى أن محسنات المزاج ومضادات الوساوس ستكون مفيدة لك جدا، وقد تحتاج إلى دواء واحد وعلى الجانب النفسي والفكري والمعرفي عليك بالتجاهل وتحقير ما تحس به واستبداله بفكر واقعي مرتبط بحياتك اليومية ومستقبلك، وعلى النطاق الاجتماعي وجدنا أن حسن التواصل الاجتماعي وبناء شبكة اجتماعية فاعلة فيه خير كثير جدا للناس، وهذا يطور الصحة النفسية بشكل ممتاز، وممارسة الرياضة أيضا وجد أنها تنقل كل المشاعر السلبية لتحولها إلى مشاعر إيجابية، وهذه إضافة عظيمة جدا ساهمت فيها الرياضة فيما يتعلق بتطوير حياة الناس وصحتهم النفسية لتجعلها أكثر إيجابية، بالنسبة للعلاج الإسلامي -أخي الكريم- الالتزام بالعبادات خاصة صلاة الجماعة، الأمر بالمعروف، الإحسان للآخرين، صلة الرحم، بر الوالدين، الأذكار، تثبيت ورد قرآني يومي هذه يا أخي الكريم قطعا تؤدي إلى الطمأنينة والاستقرار النفسي والوجداني، رسالتك رسالة طيبة أرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تذهب وتقابل أحد الأطباء المختصين وبعد ذلك يمكنك أن تراسلني.

وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا واشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات