السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، عمري ٢٩عاما، متزوج ولدي بنت، منذ ١٠شهور تقريبا وتحديدا بعد ولادة ابنتي شعرت بخوف من الموت والمرض ورهاب أفقدني لذة الحياة ومتعتها، وغابت عني ضحكتي، وانخفض وزني، علما بأن هذه الحالة أتتني قبل خمس سنوات وشفيت منها -والحمد لله- بعد معاناة وتعب، ذهبت إلى طبيب نفسي في بلد تبعد عني، وبعد الكشف والتحاليل قال لي: إنني أعاني من رهاب اجتماعي وقلق نفسي، ووصف لي دواء (venllamash 75) المادة الفعالة (فينلافاكسين)، ودواء (15 exubar) لمدة ٤٥يوما، وتحسنت حالتي إلى حد ما.
ذهبت له مرة أخرى للاستشارة فغير الدواء إلى (100 bedremine) ودواء (prexal 5) ولا أعرف لماذا غير لي الدواء؟! وعند قراءة النشرة عرفت أنه يسبب الهلاوس والتفكير في الانتحار، ولم أتناول الدواء لأنني أخاف من الأدوية النفسية عموما، وعادت لي الأعراض مرة أخرى، الخوف، والتوتر النفسي، وهزلان ودوخة في الجسم، فهل أعود للدواء الأول مرة أخرى لأنه يريحني قليلا من الأعراض؟ وكم المدة المحددة للعلاج؟ وكيف أوقفه وأتجنب الآثار الانسحابية؟ وهل يوجد علاج لمشكلتي بدون أدوية نفسية؟
فأنا والحمد لله أصلي وأقرأ القرآن الكريم والأذكار، فهل ستزول مني هذه الحالة أم سأستمر على الأدوية النفسية؟ أتمنى أن أشفى من هذه الحالة وأعود لطبيعتي وفرحتي وضحكتي، وأعيش حياتي وأفرح، أرجو المساعدة والرد على أسئلتي بالتفصيل.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأشياء التي ذكرتها بعد ولادة ابنتك في مجملها هي أعراض قلق واكتئاب، والإفيكسور هو مضاد للقلق ومضاد للاكتئاب في نفس الوقت، وهذا تفسير أنك استفدت منه وتحسنت عليه.
القاعدة الذهبية في الممارسة الطبية -أخي الكريم- إذا كان هناك دواء استفاد منه الشخص فلا يتم تغييره، التغيير يكون عندما تكون هناك عدم استفادة من الدواء بعد مرور شهرين، أو وجود آثار جانبية من الدواء، ولا أدري لماذا غير الطبيب الدواء، قد يكون له أسبابه الخاصة به، وكان يجب أن تسأله، دائما الآن الخطة العلاجية -يا أخي الكريم- وبالذات فيما يختص بالأدوية يتم نقاشها مع الطبيب، ويشرح له كل الخيارات، ويترك للمريض (أحيانا) حرية الاختيار، مثلا أقول لك: هناك أكثر من دواء يعالج حالتك، وأشرح لك ما هي فائدة كل دواء، وما هو مضارة، ويمكنك اختيار الدواء.
أنا أفضل لو رجعت إلى الطبيب نفسه وناقشته في الأمر، لأنه هو في النهاية الذي صرف لك الأدوية التي أفادتك في البداية، ولا يمكن أن تعالج نفسك بنفسك وتستمر في استبدال الأدوية. فارجع إليه -أي الطبيب- وإذا لم ترتح معه فيمكنك تغيير الطبيب، بدل من استعمال الأدوية بنفسك، لأنه في نهاية الأمر تحتاج إلى المتابعة الطبية -أخي الكريم- وتحتاج أيضا إلى الطبيب في حالة التوقف من الدواء، لأنه سيذكر لك الطريقة التي يمكن أن تتوقف بها عن الدواء.
نعم هناك علاجات غير الأدوية للقلق وللأدوية، وبالذات العلاج السلوكي المعرفي، وأثبت فعالية كبيرة جدا في حالات الاكتئاب البسيط أو المتوسط، فيمكنك تجربته، وقد يغنيك عن الأدوية، أو قد يجعلك تأخذ جرعة أقل من الدواء، والشيء المهم أنك عندك توقف الدواء عادة لا تعود الأعراض. فالعلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يكون وحده، ويمكن أن يكون مع الدواء، وبإذن الله تعالى ترجع طبيعيا، كما حصل لك هذه النوبة من قبل واختفت وعادت بعد خمس سنوات، وهذا طبعا مؤشر إلى أنك بإذن الله سوف تتخلص منها مرة أخرى بالعلاج، وتعيش حياة طبيعية.
وفقك الله وسدد خطاك.