السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي في المذاكرة، لا أقدر أن أذاكر نصف ساعة كاملة، حاولت أن أجبر نفسي ولم أقدر، لا أحب أن أمسك الكتاب حتى للقراءة فقط.
التخصص الذي أنا فيه معتمد بنسبة 90% على الطالب، لأنه تعليم مدمج، والدراسة فيه كلها إليكترونيا، ولا أستطيع الابتعاد عن اللابتوب والجوال، ولو مسكت اللابتوب لا أقدر أن أذاكر، كلما نويت المذاكرة وجهزت نفسي لها أحسست بضيق وخنقة، ولا أفتح أي شيء أبدا، ودائما أؤخر حل الواجبات لآخر الوقت، حتى قبل الاختبارات لا أذاكر مع أن التخصص الذي أنا فيه تخصص مهم، وتعتبر الشركات الكبيرة وحتى المتاجر معتمدين بشكل كبير على هذا التخصص، ومع ذلك لا أهتم -تخصص تقنية المعلومات I.T -.
الشيء الذي أحبه صعب الوصول له؛ لأنه مكلف جدا، واحتمالية النجاح فيه شبه ضعيف، وأنا أعمل بجهد وعلى أكمل وجه لو كنت أحب الشيء، ويمكن أن أعمل فيه لأيام دون ملل، لكن لا أقدر المذاكرة.
أرجو المساعدة في حل المشكلة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- أهلا وسهلا بك – أخي الفاضل – في موقعك, وفقك الله لكل خير.
- بخصوص سؤالك – حفظك الله وقواك – فلا شك أن بداية الحل بالإصرار على التفوق والنجاح والاستعانة به سبحانه وتقواه والتوكل عليه والإكثار من الطاعات والذكر (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (واستعينوا بالصبر والصلاة).
- حسن الظن بالله تعالى وعدم اليأس والإحباط والقنوط من رحمته, والتحلي بالثقة بالنفس وقوة الإرادة والحزم والعزم والتصميم (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين), وقد صح في الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.
- استحضار أن العواقب الحميدة لا بد لها من جد واجتهاد ومثابرة ومصابرة, وأن العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات, ومن لم تكن بدايته محرقة, لم تكن نهايته مشرقة, ومن خطب الحسناء لم يغله المهر.
"تريدين إدراك المعالي رخيصة ** ولابد دون الشهد من إبر النحل".
"لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال"
"وإذا كانت النفوس كبارا ** تعبت في مرادها الأجسام".
- لزوم الرقية الشرعية, وذلك بترتيب برنامج مناسب لقراءة القرآن والذكر والدعاء (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين).
- لزوم الصحبة الصالحة والناصحة والمثابرة المجتهدة, وقد صح في الحديث: (المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل), والبعد عن الأسباب والوسائل المضيعة للوقت فضلا عن المؤدية إلى المعاصي, كالالتهاء بوسائل الإعلام والتواصل المفسدة للدين والأخلاق, وضرورة التركيز على تخصصك فحسب وإعطاؤه الأولوية من وقتك وتفكيرك وبرنامج حياتك.
- الأصل أن يلتحق الطالب بالتخصص المناسب لميوله ومواهبه, فإن تعذر ذلك فلا ييأس من توفير الحلول دائما مهما توهم صعوبة الدراسة والظروف.
- احرص على توفير القدوة الحسنة لك, وتوفير النية الصالحة من دراستك (إنما الأعمال بالنيات, وإنما لكل أمرئ ما نوى) متفق عليه.
- حاول أن تجعل من المذاكرة وتحويل ساعاتها الطويلة والشاقة إلى لعبة ممتعة ومسلية, ولا مانع من سؤال المختصين من الأساتذة المختصين عن سبل مجاوزة التحديات والعوائق.
- ومما يسهم في تحصيل فن المذاكرة: المحافظة على الغذاء المناسب كالتقليل من الحلويات والسكريات والأملاح والدهون والإكثار من الفواكه وسلطات الخضار وقلل من الضغوط الدراسية بمزاولة الرياضة وإعطاء النفس حقها من الراحة, والمواظبة على دراستك ووضع جدول دراسي مناسب للمذاكرة حتى لا تتراكم عليك المواد.
- اختر المكان المناسب بالابتعاد عن كل ما يشوش الفكر واحرص على الإضاءة والتهوية الجيدة, وركز على الفهم قبل الحفظ لمساعدتك على الحفظ السهل والسريع.
- أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, واستحضار قوله سبحانه: (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم) (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
أسأل الله أن يفرج همك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويرزقك الصبر والثبات والسداد والتوفيق والرشاد والله الموفق والمستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وللفائدة راجع هذه الاستشارات المرتبطة: (274087 - 527 - 251403 - 268380- 279292).