السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من الحساسية وهي على شكل طفح جلدي بقع مختلفة الحجم وحمراء اللون من غير قشور مصحوبة بحكة شديدة، راجعت الطبيب وكتب لي دواء اسمه Zyrtec، آخذ حبة كل يوم إذا ما أخذت يرجع الحال على ما هو عليه، أتمنى ألاقي علاجا يجعل هذه المشكلة تختفي من حياتي (عندي طفل وأرضع طبيعيا).
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم معاذ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا ملخص عام:
إن الوصف يدل على الشرى، أو ما يسمى بالأورتيكاريا، وهي حالة تحسسية، تنجم عن عدد من الأسباب، والتي تستمر بدوام أسبابها، وتتحسن أو تختفي بزوال الأسباب.
وهو ليس بالمرض الخطير، إلا إذا أصاب الأغشية المخاطية للطرق التنفسية، وأحدث تضيقا بسبب منع النفس، وغالبا ما يمكن السيطرة عليه بمضادات الهيستامين، مثل الزيرتيك، وأحيانا يحتاج إلى التدخل بالعلاج، واستعمال الكورتيزون الفموي.
ثانيا: الإرضاع:
أما استعمال الزيرتيك مع الرضاعة فهو غير مثبت السلامة، والدراسات أظهرت وجوده بنسبة غير محددة في الحليب، وبعض الدراسات قالت بعدم وجوده في الحليب، ومع ذلك لم تثبت الدراسات على الحيوانات (أي تأثير ضار مع الحمل أو الإرضاع) ولكن للأسف لا تتوفر معلومات كافية عن الإنسان لتأكيد الضرر أو نفيه، فإن كان الطفل على أبواب الفطام، فيمكن فطامه والاستمرار على الزيرتيك لضرورته، وإن كان بعيدا عن الفطام، فعندها توضع المعادلة في الميزان بين الضرورتين.
وأما استعمال البيريتون، فقد ذكر في بعض المراجع بسلامته، ومنهم من قال: أنه قد يسبب شيئا من الهياج للرضيع، ولكنه من أدوية الحساسية التي تحدث نعاسا على عكس الزيرتيك.
راجعي الموقع التالي (Http://www.safefetus.com/index.htm ).
ثالثا: من العوامل المحرضة أو المثيرة للشرى:
1- ما يؤكل، وهناك قوائم للأطعمة المسموحة، والتي تؤخذ بحذر، ثم الانتقال بينهما حسب التحمل، (حسب ما سنورده أدناه).
2- الأدوية، ويجب التفكير بالأسباب الدوائية عند كل مريض يتناول واحدا أو أكثر من أي نوع من أنواع الأدوية، حتى ولو كان بشكل عارض، وحتى ولو كان يبدو بسيطا، كمضاد الحموضة، أو مسكن للصداع العارض، كالباراستامول.
3- ما يستنشق، فكل ما يدخل الجسم عن طريق الأنف، خاصة الغبار، وغبار الطلع، وغبار المنازل، والعطور، وغير ذلك، يعتبر متهما حتى تثبت براءته من إثارة الشرى.
4- ما يلامس الجلد، مثل الأدوية أو بعض النباتات، كنبات (القريص) أو الماء (شرى الماء) أو الفرك، أو الضغط ( الشرى الفيزيائي)، أو الحرارة (شرى السخونة أو شرى الشمس).
5- الإنتانات على اختلاف مصادرها وإصاباتها، والتي قد تكون بدون أعراض (تحت سريرية).
6- الطفيليات المعوية.
7- أسباب نفسية.
8- أسباب مجهولة لا يمكن الوصول إلى معرفتها.
رابعا: ما ينبغي فعله:
1- أهم شيء ينبغي فعله هو السعي لمعرفة السبب واجتنابه، وأخذ مضادات الهيستامين عند اللزوم.
2- ينبغي مراقبة التوقيت والتوزع لمعرفة السبب.
3- ينبغي أخذ مضادات الهيستامين، أو المشاركة بينهما حسب الضرورة واللزوم، وهناك مضادات هيستامين حديثة أثرها سريع وفعلها مديد، وهي لا تسبب النعاس، ومثالها الكلاريتين، أو الزيرتيك، أو التيلفاست، وعلى المريض اختيار ما يناسبه.
4- إجراء بعض التحاليل الطبية، مثل:
1- آي جي إي في الدم للدلالة على البنية الحرضية أو التحسسية.
2- عدد الكريات البيضاء، وتدل على التقيح والكريات الحامضة في الدم وتدل على التحسس.
3- الطفيليات في البراز.
4- اختبارات التحسس، فقد تحتاجين لإجراء اختبارات تحسس في الحالات التي تكون مزمنة ومزعجة وغير مستجيبة للعلاج.
خامسا العلاج والتدابير:
إن علاج الشرى هو بالدرجة الأولى سببي أو وقائي، والشرى هو مرض السهل في التشخيص، صعب في معرفة الأسباب، مختلف في استجابته للعلاج بين مرضى وآخرين، حتى ولو أخذوا نفس العلاج.
ليس هناك قاعدة عامة تقول إن المادة الفلانية أو الأكل الفلاني يسبب حساسية، ولكن يقال: على الأرجح ويكثر أن يكون كذا وكذا من أسباب الحساسية، ومعنى ذلك ألا نحرم أنفسنا من المأكولات دون أن نتبين ونتأكد ونتحقق بالتجربة، وألا يكون ذلك مصادفة، بل يجب أن نجربه ثلاث مرات قبل لصق التهمة به وإثبات أنه هو المسبب لهذه الحساسية.
وعلى العكس، فيجب أن نكون حذرين من المواد التي تسبب لنا الحساسية، وألا نقول: نحن أبطال ولا يهمنا كلام الأطباء، فهم يحرمون الناس من كل الطيبات، ونتناول ما يحلو لنا دون تدقيق وحرص وانتباه.
بالطبع فإن الامتناع عن المواد التي سببت لنا الحساسية سيؤدي إلى تحسن الحساسية بالتدريج، إلى أن تنطرح المواد المتناولة، ولو استغرق ذلك أياما عديدة، ولا يظنن أحدنا أننا إذا امتنعنا عن البيض في الصباح وهو السبب فإن الحساسية ستختفي قبل أذان الظهر.
هناك بعض الأطعمة التي يتحملها الإنسان، ولكن نظرا لظرف طارئ في أجهزة جسمه لم يستطع تحملها في هذا الظرف الخاص، عندها تحدث له حساسية في هذه المرة فقط، ولو زال الظرف الطارئ لما أحدثت حساسية إن تناولها في مرات قادمة.
بشكل عام المواد المحفوظة والمثلجة والمعلبة، والمضاف لها مواد كيمياوية، سواء لتحسين رائحتها أو طعمها أو طول مدة حفظها، كل ذلك يعتبر متهما في إحداثه الحساسية إلى أن يثبت العكس.
مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها لا تحدث الحساسية (لحم البقر، ولحم الغنم، ولحم الدجاج، وزيت الذرة، وزيت الزيتون، وزيت عباد الشمس، والأرز، والليمون، والكريفون، والأناناس، والجزر، والكوسا، والبطاطس، والسبانخ، والسكر، والملح، والخل، والماء، والتفاح، والتمر، والعسل، والشاي الأحمر، والقهوة).
مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها تحدث الحساسية (البيض، والأسماك، والكريم، والزبدة، والجبنة، والطحين، والبسكويت، والطماطم، والبرتقال، والفراولة، والموز، والمربى، والمعلبات، والمكسرات، والفول، والفاصوليا، والبزاليا، والشوكولاته، والحلويات، والكولا، والفطر/ المشروم)
المجموعتان السابقتان هما للاستئناس العام، وليس اليقين، كما وأن التجربة الشخصية هي الأساس كما تقدم، ويفضل أن نبدأ في أطعمة المجموعة الأولى، ونمتنع عن أطعمة المجموعة الثانية لمدة أسبوعين، فإن كان الوضع مستقرا أدخلنا واحدا من أطعمة القائمة الثانية كل ثلاثة أيام، ما لم يحدث التحسس عندها يشتبه بالمادة التي أدخلناها...وهكذا.
ملاحظة هامة:
قد يكون سبب هذه الاندفاعات هو بعض الأدوية، فإن كانت هناك قصة دوائية عندها ينبغي تحليل البول وعيار البروتين المجمع خلال 24 ساعة، وذلك حتى ننفي احتمال إصابة الكلية بهذا الدواء الذي يثير الحساسية داخليا أو خارجيا.
والله الموفق.