السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره 15 سنة، عنيد وحركي، ويحب التخريب، كثير المشاكل في البيت والمدرسة، يتلف الممتلكات العامة والخاصة، ولا يحترم والديه ولا معلميه، ومهمل في دراسته، لا يهتم ولا يعترف بأخطائه، يحب المغامرات ويحاول تجربة أي شيء جديد، التحذير من الأشياء الخطيرة والضارة يدفعه لتجربتها.
هو خجول نوعا ما أمام الأغراب ولا يتكلم كثيرا، عندما كان في عمر 8 سنوات أصيب بنوبات صرع وتم علاجه وشفي -بفضل الله- منها.
قبل أسبوعين ذهب مع صديقه وقاموا بتكسير بعض الممتلكات العامة في الحي، فاضطررنا إلى منعه من الخروج من البيت نهائيا، ومن الذهاب مع أصحابه، وذهبنا به للعيادة النفسية، وتم تشخيصه من قبل الطبيب النفسي بأن لديه اضطراب سلوكي ناتج عن تشنجات سابقة، وإعطاءه حبوب زولندا 5 ملجم، هل يعتبر هذا التشخيص صحيح؟
أرجو توجيهي للطريق الأمثل للتعامل معه، وهل العلاج يعتبر حلا سليما؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ shosho حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى العافية والشفاء لهذا الابن، مما ورد في رسالتك نستطيع أن نقول أن هذا الابن غالبا لديه نوع من اضطراب المسلك كما ذكر الطبيب، فالميل للتعانف وعدم الإنصات واتباع توجيهات الوالدين هو نوع من الاضطراب الذي مرده لشيء من التمرد على سلطة الأبوين، وهذا يحدث في هذا العمر، وهذا الابن -حفظه الله- كما ذكرت أنه خجول أمام الأغراب ولا يتكلم كثيرا، فهنالك نوع من التخير أو نوع من الانتقاء في الاضطراب المسلكي، وهذا ليس تصنع من الطفل إنما طبيعة الأطفال من أصحاب هذه الاضطرابات يفرضون سلطتهم في المحيط الذي يعتقدون أنهم يستطيعون السيطرة عليه، في المنزل يستطيع أن يسيطر وكذلك في المدرسة، لكن أمام الأغراب قد لا يستطيع السيطرة على الموقف.
عموما التغيرات في هذا العمر كثيرة، ما دام كان لديه تاريخ سابق للصرع ربما يكون هذا قد لعب دورا في اضطراب مسلكه، لكن قد لا يكون للصرع علاقة بالموضوع أبدا، وأعتقد من الأجدى والأفضل أن يتم تخطيط دماغ له للتأكد أو نفي وجود أي نوع من النشاط الصرعي الداخلي الذي لا يظهر في شكل تشنجات، إنما يظهر في شكل اضطراب مسلك، إن كان بالإمكان إجراء هذا الفحص وذلك بعد التواصل مع طبيبه أعتقد أن ذلك سيكون جيدا.
بالنسبة للعلاج الذي أعطي له يسمى أريببرازوال وهو دواء جيد لتقليل الاندفاعات عند الكبار وعند الصغار، والدواء جيد والدواء سليم، وأرجو الاطمئنان التام حيال هذا الأمر، وإن لم يتحسن على هذا الدواء يمكن للطبيب أن يستبدله بدواء آخر يؤدي إلى نوع من الهدوء والتقليل من الانفعال والاندفاعية لدى الطفل، توجد خيارات علاجية أخرى وأيضا موضوع آخر يجب أن نتأكد منه، ربما يكون هذا الطفل لديه عسر في مزاجه، أحيانا عسر المزاج أيضا يؤدي إلى الإفراط من جانب الأطفال واليافعين في الاندفاع والانفعال وعدم الانصياع والتمرد هذا كله قد يحدث.
إذا العلاج الدوائي خطته واضحة أما هذا الدواء فيمكن استبداله بدواء آخر والخيارات كثيرة جدا في هذا السياق، والأمر الثاني يجب أن تحفزوا هذا الطفل وتتكلموا معه بشيء من المودة وشيء من إشعاره بأنه إنسان مرغوب فيه وأن مسلكه هذا لا يناسبه أبدا، أعتقد بهذه الكيفية يمكن أن نعزز فيه السلوكيات الإيجابية وفي ذات الوقت نحاول أن نتجاهل السلوك السلبي ونوبخه قليلا عند السلوكيات السلبية الشديدة، إذا مبدأ تعزيز ما هو إيجابي وتجاهل ما هو سلبي قد يكون جيدا، وفي ذات الوقت إن وجد له أصدقاء جيدين ومتفاعلين إيجابيين هذا أيضا قد يساعده كثيرا، لأن الطفل يتعلم من الطفل، وأعتقد أنه إذا مارس أي نوع من الرياضة فستساعده على امتصاص الطاقات العنيفة لدى اليافعين والأطفال والشباب.
نسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد.