كيف أتصرف إن رأيت الجن؟

0 109

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

سؤالي الأول: أحس بوجود أشياء تخيفني، مثال: وجود جن، ولم أستطع التخلص من تلك الفكرة، فمرة أثناء جلوسي في القسم شعرت بالطاولة تتحرك وتهتز، رغم أنه لا يوجد أحد يلمسها، فما هو السبب؟

سؤالي الثاني: هل يمكن للإنسان أن يرى الجن، وماذا أفعل إن رأيته، وكيف أحمي نفسي منه ومن الناس الذين يعملون في السحر؟

أنا أشعر بوجوده عندما أبقى لوحدي، سوء في طريق العودة للمنزل، أو عند النوم.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الجن خلق من مخلوقات الله تعالى، ولكن ليس له سلطان على المؤمنين كما قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلىٰ ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون).

الشيطان يخوف أولياءه، ومن في إيمانه ضعف يقول تعالى: (إنما ذٰلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين).

أوصيك أن توثق صلتك بالله تعالى، وتجتهد في تقوية إيمانك، من خلال الإكثار من العمل الصالح، فقوة الإيمان تورث الثبات، وعدم الخوف إلا من الله تعالى.

الخوف الذي يجده الإنسان في نفسه هو من يوجده من خلال تحديث النفس، ويعينه على ذلك الشيطان الرجيم، بقصد إحداث الخوف في قلب ذلك الإنسان وحتى تصرف تلك الخواطر استعذ بالله من الشيطان الرجيم فور ورود هذه الخواطر، وأكثر من ذكر الله، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن غفل وسوس).

ما تراه أو تسمعه من حركة حين تخاف غالبا ما يكون توهما، فإن الذين يخافون يسمعون أصواتا، ويرون أشياء غير واقعية ولا حقيقية، لكنه محض الخيال، وقد يتوافق ذلك مع هزة خفيفة.

ما سمي الجن بهذا الاسم إلا لأنهم لا يرون، لأن اسمهم مأخوذ من (جن) بمعنى استتر وتستر، فالجن سموا بذلك لأنهم مستترون عن الإنس، والجنين سمي بذلك لأنه مستتر في بطن أمه، والجنة لأنها مستترة بالأشجار، والمجنون لأن عقله مستتر إذا فالأصل أن الجن لا يرون كما أخبرنا ربنا -سبحانه- بقوله: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ۗ إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون)، أي لا يرون على الهيئة التي خلقهم الله عليها، غير أن الله تعالى قد جعل للجن القدرة على التشكل فيتشكل بصورة إنسان أو حيوان، فيراه الإنسان لكنه لا يعلم أن ذلك جني فقد ثبت في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه أتاه الجني بصورة إنسان يسرق من الصدقة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- أتعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: (ذاك شيطان)، وثبت أنه جاء لقريش بصورة سراقة بن مالك، وبهذا يتبين أن معنى قوله سبحانه: (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)، مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها.

لكي تحمي نفسك من الشياطين ومن السحرة، عليك أن تحصن نفسك بأذكار اليوم الليلة كاملة، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة أذكار أن الشيطان لا يقربه، منها قراءة آية الكرسي، فقد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أن: (من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح)، وثبت عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قال يعني إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان وفي رواية فيقول: يعني الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقى؟

في حال بقائك وحدك اشغل نفسك بالذكر واستماع القرآن الكريم، فإن أتاك وسواس فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فسوف يخنس ولن تجد له حسا، وعليك أن تصر على عدم الإصغاء لوساوس الشيطان، وأن تنتصر عليه وألا تتحدث نفسك بهذا الموضوع، ويستحسن ألا تختلي بنفسك لمدة، حتى تنسى هذا الموضوع وتخرجه من ذهنك، واجعل لسانك رطبا بذكر الله تعالى، ولن تجد هذه الخواطر بعدها، ولن ترى في منامك ما يفزعك -بإذن الله تعالى-.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات