الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هناك صوت ألقى علي السلام...فهل هو ملك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت صغيرًا في السن، وفي يوم من الأيام جلست في المطبخ أتناول الطعام، فسمعت صوتًا يقول لي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأنا قمت بالرد عليه، وقلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مرت الأيام، ورأيت شخصًا أبيض اللون يتجه إليّ في مكانٍ معين، ومع الأيام رأيته مرةً ثانيةً، وآخر مرة رأيته كان رداؤه بلون أسود، ولكنني لم أعرف إذا كان نفسه أو غيره، وكان متجهًا إلى نفس المكان، وكان هذا المكان شجرة تين، ولكن أصحاب المنزل قطعوها، وهذا حدث مع جدتي رحمها الله، فقد رأته وهو يتوضأ، وكان عندنا بحيرة صغيرة.

لماذا ألقى السلام عليّ، وظهر لي مرتين برداء أبيض مشع؟ ولماذا ظهر آخر مرة برداء أسود؟ وهل هو ملَك، أو وليّ من أولياء الله الصالحين؟ وكيف أكون منهم؟ ولماذ أرى ذلك أنا فقط؟ ولماذا سلم علي فقط؟ وهل هذه هبة من الله تعالى؟ وكيف أستفيد من ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

ما ذكرته -أخي الكريم- ليس له إلا أحد تفسيرين، ولا نستطيع أن نغلب أحدهما على الآخر:

أولاً: أن يكون هذا انعكاسًا عقلياً لأمر استقر في نفسك، فتوهمته، أو ظهر لك خيال، أو تخيل، فإنه من المعلوم أن الإنسان إذا اقتنع بشيء ظهر له، وقد أجريت تجارب كثيرة على استجابة الأعضاء للعقل، وأبانت كلها أن الأعضاء تابعة؛ فمن اقتنع أن أمامه إنسان ضخم فسيرى البيت، أو عمود الإنارة، أو الشجرة هي ذات الإنسان الضخم، وإذا اقتنع أنها تتحدث، فتمايل الغصون على الشجرة سيؤدي هذا الغرض بسهولة.

وسيدعم هذا الخيار تلك القصص التي سمعتها عن الشجرة، وما حدث مع جدتك -رحمها الله-، وعلاج هذا الشعور في أمرين:

1- الاقتناع بأن الأسباب مرتبطة بالمسبب دائمًا، وأن المعجزات بخرق النواميس الكونية هي للأنبياء فقط.

2- الذهاب إلى موضع التخيل، ورؤية ما فيه على الحقيقة، وساعتها ستكتشف أن كل ما كنت تراه وهمًا، وأن كل ما سمعته هو صدىً تخيلي داخلي لا علاقة له بالواقع.

ثانيًا: أن يكون هذا من أفاعيل الجن، ومن المعلوم أن الله تعالى أعطى الجن القدرة على التشكل، فقد يظهر في صورة إنسان، أو حيوان، وفي هذه الحال يمكن لأي إنسان رؤيتهم.

علاج هذا الأمر يسير بعون الله، وهو كما يلي:

1- المحافظة على الصلوات، والبعد عن المعاصي.

2- المحافظة على أذكار الصباح، والمساء، والنوم.

3- قراءة سورة البقرة كل يوم، أو الاستماع لها.

4- الذهاب إلى النوم وأنت على وضوء، مع قراءة آية الكرسي.

5- البحث عن صحبة صالحة إيجابية.

6- الابتعاد عن القراءة في الغرائب، أو متابعة أفلام الرعب، أو الجلوس مع من يعتاشون في حديثهم على هذه الأمور الغريبة.

7- البعد عن الفراغ، والاجتهاد في الدراسة، أو طلب العلم الشرعي.

هذا هو الطريق -أخي الكريم- وإن سرت عليه فزت ونجوت.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات