هل للزوج علاقة في تحديد جنس الجنين؟

0 248

السؤال

السلام عليكم

أولا: أود أن أشكركم على جهودكم، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا أم لأربع بنات، وحامل بالشهر الخامس بالبنت الخامسة، عندي سؤال: هل لتحليل الزوج علاقة بجنس الجنين؟ فزوجي عنده لزوجة وبطىء في حركة الحيوانات المنوية، وقبل الحمل عمل التحليل، وظهرت النتيجة بطأ الحركة، واللزوجة، أرجوكم ساعدوني، فقد تعبت نفسيا من نظرات المجتمع.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تيمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرد لك الشكر بمثله، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى دائما.
نعم قد يكون لتحليل الزوج علاقة بجنس الجنين, فهنالك بعض الرجال الذين لا يمكنهم إنجاب أطفال ذكور, أو العكس، أي لا يمكنهم إنجاب أطفال أناث, لكن هذا ليس بشكل مطلق, أي ليس نهائيا أو بنسبة 100٪, ويمكن القول بأن هنالك بعض الرجال الذين لديهم استعداد لإنجاب الإناث بنسبة أعلى بكثير من الذكور, كما أن العكس أيضا صحيح, أي هنالك بعض الرجال اللذين لديهم استعداد لإنجاب الذكور بنسبة أعلى بكثير من إنجاب الإناث.

والسبب في ذلك ليس في أن السائل المنوي لدى هؤلاء الرجال لا يحتوي على نطاف ذكرية أو على نطاف أنثوية, فالسائل المنوي عند كل الرجال متشابه، ويحتوي على نسبة متقاربة من الحيوانات المنوية الذكرية والأنثوية, بل يعتقد بأن السبب هو أن النطاف (أما الذكرية أو الأنثوية) عند هؤلاء الرجال قد يكون فيها عيب وراثي لا يتماشى مع الحياة, أي أن المادة الصبغية التي يحتويها الصبغي Y أو الصبغي X تجعل هذا الصنف من النطاف غير قادر على إخصاب البويضة, أو لربما يمكن لهذه النطاف المختلة إحداث الإخصاب، لكن الحمل سيجهض بشكل مبكر جدا، وقبل موعد نزول الدورة (حمل كيميائي), أو قد يحدث إجهاض عادي, أي بعد ثبوت الحمل.

وبشكل عام يمكن القول بأن كل ما يؤثر على السائل المنوي مثل: زيادة اللزوجة, الدوالي, الالتهابات, التدخين, وغير ذلك، قد يؤثر على المادة الصبغية في الحيوانات المنوية، أو قد يؤثر على حركتها وقابليتها للإخصاب, وبما أن النطاف الذكرية هي أخف وزنا، وتحتوي على مادة صبغية أقل، فيعتقد بأنها ستكون أكثر تأثرا بمثل هذه العوامل من النطاف الأنثوية, وبالتالي قد تصبح أقل قدرة من الحيوانات الأنثوية على الإخصاب، فتكثر نسبة إنجاب الإناث في هذه الحالة.

وهذا التفسير لتلك الظاهرة أي (وجود خلل في المادة الصبغية لصنف محدد من النطاف، أو تأثر قدرتها على الإخصاب بسبب العوامل المرضية المختلفة التي سبق ذكرها)، هو لغاية الأن تفسير نظري فقط، وهو قيد الدراسة والبحث, وليس هنالك دليل أو تحليل مؤكد يثبت ذلك, وبالتالي لا يمكننا الجزم بأن هذا هو التفسير الوحيد, وقد يحمل لنا المستقبل اكتشافات لما نجهله الآن, وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه الكريم: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

و -ياعزيزتي- عليك بتجاهل ما يقوله الناس من حولك, وارض بما قسمه الله -عز وجل- لك, فالكثيرات يتمنين لم يرزقن بمثل مارزقت به, فاحمدي الله -جل وعلا- على نعمة الأمومة التي تتمناها الكثيرات, وان كنت راغبة بالحمل بذكر فيمكنك اللجوء إلى طريقة التلقيح الصناعي في الحمل القادم، مع عمل فصل في المختبر للحيوانات المنوية, بحيث يتم إرجاع الحيوانات الذكرية فقط إلى الرحم, ولكن هذه الطريقة ليست مضمونة بنسبة عالية ودقتها تتبع المختبر.

وإذا كنت تريدين طريقة مضمونة فننصح بالتلقيح المجهري، مع عمل تحليل لصبغيات الأجنة قبل إرجاعها للرحم, بحيث يتم إرجاع الأجنة الذكور، واستبعاد الأجنة الإناث, بالطبع هذا سيكون نوعا من الأخذ بالأسباب فقط, ويبقى الله -عز جل- خير الرازقين.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات