السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد.
أنا سيدة أعاني من مرض نقص في إفراز الغدة الدرقية، وآخذ دواء منذ عشر سنوات، تزوجت منذ سنة ونصف، حدث الحمل مرتين وأجهضت، والآن صار لي سنة لم يحدث الحمل، والغدة الدرقية سبب في عدم انتظام الدورة، وكل المشاكل الأخرى، وكل تحليل أعمله تكون نتيجته زيادة في الجرعة، أو نقصان، وكان الجدول الزمني لآخر 3 تحاليل كالآتي:
- أخذت دواء عيار 125 مغ 3 أيام في الأسبوع +100 مغ لباقي أيام الأسبوع، وكانت النتيجة أنني أحتاج لزيادة جرعة الدواء.
- أخذت العيار 125 لمدة أسبوع، قال إن الجرعة كبيرة وأحتاج أن أقللها.
- أخذت الجرعة 125 لمدة خمسة أيام، ويومين فقط عيار 100، والدورة تأخرت، وطلبت تحليل دم وأنتظر النتيجة.
أريد أن أعرف: لو كان هناك نقصان أو زيادة، هل يؤثر على الحمل إن حدث؟ أم أن النقصان فقط يؤثر على الجنين؟ وكيف أعرف من غير تحليل دم أنني أتناول جرعة بها زيادة أو نقصان؟
أنا أعيش في بريطانيا، ولا يوجد طبيب مختص أتابعه، والمتابعة والعناية الطبية سيئة للغاية، حتى تحليل الدم يقدمونه لنا بصعوبة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله -عز وجل- أن يعوض صبرك خيرا, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.
قد يحتاج علاج قصور الغدة الدرقية إلى وقت طويل بعض الشيء، وذلك من أجل التوصل إلى الجرعة المناسبة للجسم؛ لذلك يجب التحلي بالصبر, لأن الأمر تتداخل فيه بعض العوامل التي لا يمكن التحكم فيها، فعلى سبيل المثال: عندما يحدث انخفاض في التحليل بعد زيادة الجرعة، فهذا لا يعني بالضرورة بأن تلك الجرعة كانت عالية أو غير مناسبة, ففي بعض الأحيان تحدث ردة فعل للجسم وللغدة على زيادة الدواء، وتنعكس بشكل مؤقت على نتيجة التحليل فينخفض, ثم بعد ذلك تزول ردة الفعل فيعود ويرتفع التحليل, والطبيب على علم بذلك, لذلك فهو يلجأ إلى تبديل الجرعات بشكل يتناسب مع قيمة التحليل، ومع ردة فعل الجسم, وهذه مرحلة متوقعة في المتابعة, لكن وبعد التوصل إلى الجرعة المناسبة للجسم ستكون المتابعة أسهل، والفترات بينها أطول.
للأسف ليس هنالك طريقة أخرى لغاية الآن من أجل تقييم وظيفة الغدة الدرقية، إلا طريقة تحليل الدم, فالأعراض التي تنتج عن القصور لا يعتمد عليها، وهي أعراض موجهة فقط، لأنها تحدث في أمراض أخرى, كما أنها قد لا تظهر إلا في مرحلة متقدمة, أي بعد أن يكون القصور قد أصبح في مرحلة متقدمة, لذلك يجب دوما الاعتماد على طريقة تحليل الدم في تقييم وظيفة الغدة الدرقية.
بالنسبة لسؤالك عن تأثير تذبذب أو ارتفاع نتائج تحليل الغدة على الحمل في حال حدوثه, فأقول لك: لن يكون لذلك أي تأثير -بإذن الله تعالى- وحتى لو افترضنا بأن التحليل الأخير قد أظهر قصورا في الغدة, فهذا لن يؤثر على الجنين، والسبب هو أن هذا التغير عابر وغير مستمر, كما أن تحليل الغدة بطبيعة الحال يتغير بشكل مبكر في الحمل، حتى لو كان منضبطا قبله, ولذلك يجب عمل تحليل للغدة في فترات متقاربة خلال الحمل, وغالبا ما تحتاج السيدة الحامل إلى تعديل في جرعة الهرمون التي كانت تتناولها قبل الحمل.
إذا أطمئنك -أيتها الفاضلة- بأنه لا ضرر على الحمل من تغير مستوى التحليل بهذا الشكل العابر والقصير الأمد, فالضرر يحدث فقط عند وجود ارتفاع مستمر ولفترة طويلة.
أسأل الله -عز وجل- أن يمن عليكم بثوب الصحة والعافية دائما.