تقدمت لفتاة فوافق أهلها ثم رفضوني، هل يمكن أن يكون بسبب السحر؟

0 126

السؤال

كنت مرتبطا ببنت، وأمها كانت موافقة جدا، وبعد فترة أخبرتني البنت بأنها لا تريد أن تستمر أو تكمل الموضوع، من غير سبب! والآن تريد العودة لي، وتقول: أنا لا أعرف لماذا قلت لك ذلك!

لكن أمها وأخاها حاليا غير موافقين، مع أنهم كانوا يحبونني جدا، والآن أصبحوا يكرهونني من غير سبب، مع العلم أن هناك شخصا آخر متقدم، وهم لم يكونوا موافقين عليه أبدا، والآن يقنعونها به، وهذا الشخص كان يعرف أننا مرتبطين.

أحس أني عمل لي سحر جعلهم يكرهونني؛ لأن أقرب الناس لي الآن أصبحوا لا يحبونني، من غير سبب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: اعلم -بارك الله فيك وأصلح حالك- أن التساهل في ربط علاقات حب وغرام وصداقة مع الفتيات الأجنبيات عنك محرم شرعا ولا يجوز، وإنما المشروع هو النظرة الشرعية إلى المخطوبة؛ حتى تتعرف عليك وتتعرف عليها؛ لغرض دوام المودة والحب بينهما بعد الزواج بسبب هذه النظرة.

ولذا: فالواجب عليك التوبة من تلك أي مخالفات شرعية ربما وقعت فيها مع تلك المرأة، مثل: الخلوة بها، واللقاء والكلام الخاص، ونحوه مما يحصل بين الرجل والمرأة فترة التعارف، إن كان قد حدث ذلك، وإن لم يحدث فلله الحمد.

وبخصوص الشك لديك أن تكون البنت قد تعرضت للسحر؛ مما سبب لها أن ترفضك في البداية، ثم إنها شفيت منه وعادت ترغب فيك، وأن أثر السحر يمكن أن يكون قد أصاب أهلها لأنهم أصبحوا يكرهونك بعد أن كانوا يحبونك؛ كل ذلك محتمل إذا حصل ذلك التحول بدون سبب مادي معروف ومبرر.

وهذا يحتاج إلى التأكد منه؛ حتى لا يكون ذلك عملا بالظن والتخرص، ولكن يصعب عليك أن تتأكد منه بنفسك؛ لأن السحر كما تقول وقع أثره على أهل البنت، فهذا يعني أنهم هم المحتاجون للتأكد مما أصابهم، وهذا يحتاج إلى وجود شخص ثقة معروف لديك تخبره بالمشكلة وبدون علمهم؛ حتى لا يكون لهم موقف عكسي منك، وهو يقوم بنصح أهل البنت بعرض أنفسهم على راق ثقة يرقي عليهم ويتأكد مما بهم، فإن كان بهم شيء من ذلك عالجهم بالرقية الشرعية، وستعود الحال -إن شاء الله- لما كان عليه قبل إصابتهم به، وتنتهي مشكلة رفضهم لك.

وإن كانوا غير مصابين بشيء من السحر؛ فربما يكون السبب أمورا أخرى جعلتهم يغيرون نظرتهم إليك بسببها، فحاول تغييرها، وأصلح من حالك فيها إن عرفتها .

ويمكن أن تطلب من الشخص الوسيط نفسه أن يصلح بينك وبينهم بعد معرفة أسباب الرفض .

فإن تعذر ذلك، ولم تجد قبولا من أهلها؛ فاصرف النظر عنها، واقطع التعلق بها، وابحث لك عن امرأة أخرى بطريقة شرعية صحيحة، واحرص على ذات الدين؛ حتى تسعد معها في الدنيا والآخرة.

لأن عدم رغبة أهلها بك، وأيضا موقف المرأة المضطرب معك ربما يسبب لك مشكلات عائلية في المستقبل إن تم الزواج بها بدون رغبة أهلها بك.

واعلم أن السحر إذا كان فيك فله علامات يعرفها الرقاة، فبإمكانك عرض نفسك على راق ثقة يشخص حالتك، ويفيد بحالتك، ويعالجك بالرقية الشرعية إن كنت فعلا مصابا بالسحر.

لكن شرحك للأمر يدل على أن آثار السحر إن وجد ليست فيك، وإنما في البنت أو أهلها؛ لأنهم هم الذين يكرهونك ولست أنت الذي تكرههم.

وأيضا تقول إنه معمول لك سحر جعل أقرب الناس إليك يكرهونك، وكانوا يحبونك من قبل؛ وهذا إن وجد فمعناه أن الأثر على من يكرهك وليس فيك؛ لأنك لا تكره أحدا.!!

وأخشى أن تكون عندك مشكلات أخرى أو حالة نفسية معينة سببت لك هذه المواقف نحوك، ولكنك تعلقت بوهم السحر؛ هروبا من البحث عن سبب المشكلة الحقيقية، وقد تكون منك شخصيا.!!

وعليه: فقد حاولنا أن نحل لك المشكلة بعدة احتمالات حسب وصفك، غير أننا ننصحك البدء بالاحتمال الأخير وهو: مراجعة أحوالك وصفاتك وتصرفاتك مع الآخربن، فاحتمال أن سبب مشكلتك هو سوء تصرفاتك مع الآخرين، فإذا كان ذلك هو سبب المشكلة؛ فالواجب السعي بإصلاح حالك وتصحيح تصرفاتك، وإحسان معاملاتك مع الآخرين بصورة صحيحة، وإن شاء الله تتغير نظرة الآخرين عنك إلى الأفضل..

أما سؤالك عن تصرف الرجل الذي تذكر أنه تقدم لخطبة الفتاة؛ فإن كان تقدم لها بعد رفضها لك وإعلان الرفض؛ فلا حرج عليه، وإن كان تقدم لخطبتها قبل أن ترفضك؛ فهو آثم لعدم جواز أن يخطب الرجل على خطبة أخيه.

أسأل الله أن يصلح حالك ويوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات