تأخر الزواج بالنسبة لنا ما سببه؟

0 188

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بوركت جهودكم، وجزاكم الله خير على هذا الموقع الذي أفادني كثيرا.

مشكلتي قد تكون متكررة ولكنني أرغب في الاستفادة منكم، أنا داخلة على أبواب الثلاثين، ولدي أخوات، مشكلتنا تأخر الزواج علينا بعكس إخواني الكبار، فلم يواجهوا أي صعوبات في زواجهم، أختي الكبرى تزوجت بواسطة أحد الشيوخ بعد أن تعدت الثلاثين بسنوات، وبعد سنين وبعد أن أنجبت طفلتها الأولى انفصلت.

الآن أختي الأخرى تعدت الثلاثين ولم تتزوج، أما أختي التي تكبرني بعد أن تعدت الثلاثين تزوجت عن طريق أحد مواقع الزواج، الأمر الذي يحيرني أنه يتقدم لي الخطاب منذ أن كنت في المدرسة إلى الآن، ولكن عن طريق قريبة لنا يخبرونها بأنهم سيتقدمون، وبعد أن ننتظرهم فجأة يقومون بخطبة أخرى، بالرغم من أنهم كانوا يريدونني، وكذلك أشخاص يخبرون أبي بأنهم سيتقدمون وننتظرهم ولا يأتي أحد وكأنهم لم يتحدثوا، الذي أراه وكأنهم يريدون خطبتي ولكن شيء يمنعهم، ولا أعلم ما هو؟ يسألون عني ثم يختفون على الرغم من أنني ألفت انتباه كل من يراني ويقوم بالسؤال عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ lma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول: الزواج رزق من الله تعالى يسير وفق قضاء الله وقدره، كما قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) وقال عليه الصلاة والسلام: (قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما أكتب قال: (اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس الفطنة.

قد تحول أسباب دون الزواج وذلك وفق ما قدره الله تعالى، فأنت تعلمين أنه تكتب السعادة والشقاوة على ابن آدم ولا يزال في بطن أمه، لقد أمرنا الله تعالى بأن نعمل بالأسباب المشروعة التي تزيل عنا الأمراض والأسقام والشقاوة، فقد أنزل سبحانه القرآن الكريم ليكون شفاء للمؤمنين فقال سبحانه: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) وقال: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ۖ)، ومن ضمن القرآن الكريم المعوذتين التي كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يعوذ نفسه بهما، وهنالك أدعية نبوية كثيرة لعلاج الأمراض والأسقام وعلاج العين والحسد وغير ذلك.

أنصحك أن تبحثي مع وليك عن راق أمين وثقة ليشخص حالتك، فإني أخشى أن يكون قد عمل لكم سحر لصرف الأزواج، فإن تبين أنه كذلك فلابد من الاستمرار في الرقية حتى يزول السحر -بإذن الله تعالى-.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك ويعوضك عما مر بك، وأكثري من دعاء ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

وثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال الإكثار من العمل الصالح فإن الحياة السعيدة لا تستجلب إلا بالإيمان والعمل الصالح يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذن تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد، ونسأل الله تعالى أن يسمعنا عنك خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات