الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

في حاجة للزواج لكني لا أستطيع التحدث مع أمي حوله!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 24 سنة، سأتخرج هذه السنة كمهندس معلومات -إن شاء الله-، محافظ على صلاتي -بفضل الله-، وقراءتي للقرآن الكريم، أحاول جاهدًا السعي للحلال، لكني أعاني من مشكلتين مترابطتين:

-الأولى: كما أخبرتكم في الاستشارة رقم 2512709 وهي أنني أحببت فتاةً، لكني توقفت عن الحديث معها منذ مدة؛ لأني أريدها فقط بالحلال، ولا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا لا أستطيع التحدث مع أي شخص في الأمر؛ لأنني أشعر بالوحدة، وحتى أمي لا أستطيع التحدث معها في الموضوع بسبب الخجل.

-الثانية: والتي سببت لي عدم التركيز في دراستي، وانخفاض رغبتي في التعلم، وضعف شهيتي للأكل، وهي مشاهدتي للفتيات في المدرسة، ووسائل النقل، والشارع، والإنترنت؛ فالغالبية لا ترتدي الحجاب، على الرغم من أنني أغض بصري، ولا أشاهد الأفلام، ولا أستعمل الانستغرام.

أشعر بأني بحاجة لفتاة في حياتي، فالأمر فطري في الإنسان، وفي نفس الوقت لا يمكنني التحدث في الأمر مع أي شخص، وأعاني منذ سنة ونصف، أريد فقط الحلال، وأدعو ربي أن يرزقني زوجةً صالحةً تسعدني في دنياي وآخرتي في جميع الأوقات.

لا أتحدث مع أي فتاة، لأني لا أريد أي شيء يغضب الله سبحانه وتعالى، وأصبحت أفضل عدم الخروج من المنزل، كي لا أتألم نفسيًا.

أفكر في إيجاد طبيب نفسي، وأحيانا أقول: لولا أن رسولنا -عليه الصلاة والسلام- نهانا عن تمني الموت لتمنيته، فقط لكي أرتاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الفاضل، بدايةً: أحمد الله تعالى على أنك محافظ على الصلاة، وعلى الصلة بالقرآن الكريم، وأنك حريص على الحلال -أعانك الله ويسر لك أمرك-، فالمغريات -كما ذكرت- في سؤالك تحيط بالإنسان من كل مكان، ولكن اسمح لي أن أذكر لك أنك على وشك التخرج كمهندس معلومات، وهذا أمر طيب، وأنك في الرابعة والعشرين من عمرك، فأرجو أن تمتلك الجرأة والشجاعة بأن تتحدث مع أسرتك، -أو مع أمك مثلًا- برغبتك بالزواج، سواء الآن، أو بعد فترة قصيرة بعد تخرجك، وربما بعد حصولك على عمل تستطيع أن تعيش من خلاله أنت وزوجتك.

إن الزواج كما تعلم هو سنة الحياة، وكما قال -صلى الله عليه وسلم- ناصحًا الشباب أمثالك: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وأنت شاب، مقبل على الحياة، وعما قريبًا ستكون "باشمهندس"، والمفروض أن المجال مفتوح أمامك لتبحث عن الزوجة الصالحة، وهن كثر في المجتمع، ولكن عليك أن تطرق الباب لكي تحصل على الجواب.

أرجو أن لا تسمح لخجلك بأن يكون سببًا في استمرار معاناتك هذه؛ فليس هناك شيء غير طبيعي في أن تتحدث مع أمك لأن تعينك على البحث، وإيجاد الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، وتكون سببًا في التزامك، فالزواج نصف الدين كما في الأثر، فاحرص على هذا، ولا تسمح للخجل أن يمنعك من طرق باب الحلال، فواضح من سؤالك رغبتك الشديدة في أن تكون لك زوجة صالحة، وهذا لا يحتاج إلى طبيب نفسي، طالما تجد صعوبةً في أن تذهب إلى الطبيب النفسي.

أنا لا أقول إنك في حاجة إلى زيارة العيادة النفسية؛ فمشكلتك ليست مرضًا نفسيًا، وإنما مشكلتك الخجل الشديد في أمر طبيعي، دعانا الإسلام إليه وهو الزواج.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر لك زواجًا موفقًا ناجحًا، وأن تتخرج من كلية الهندسة بشكل جيد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً