السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أصبت بحالة تعب شديدة، وحموضة، فقدان شهية، وعدم القدرة على التنفس، وتسارع ضربات القلب، وحالة خوف ورعب رهيبة، وعند مراجعة دكاترة الباطنية والقلب تم اكتشاف أني مصاب بجرثومة المعدة، وتعالجت منها، ولكن ضلت معي حالة الخوف والرعب، وتسارع ضربات القلب، وإحساس بالدوخة، ذهبت مرة أخرى لدكتور قلب آخر، وأخبرني أني سليم عضويا، وأوصاني للذهاب إلى دكتور نفسي، والذي شخص حالتي على أنها حالة Panic Attacks ذلك منذ 7 شهور، وأعطاني الدواء التالي:
دوجماتيل 50 مرتين في اليوم.
باروكستين 20 مره مساء.
ومنذ سبعة شهور وأنا آخذ الدواء، أحيانا أنتظم وأحيانا أؤخر لا أنتظم في الدواء، والآن ليس عندي مقدرة لمراجعة الدكتور، فبماذا تشيرون علي؟
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالفعل النوبات التي أصبت بها هي نوبات فزع، والفزع أو الهرع هو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يظهر في شكل أعراض نفسوجسدية، وتسارع ضربات القلب والإحساس بالدوخة وخفة الرأس وربما الشعور بقرب المنية هي أكثر الأعراض التي تزعج الناس، والمتفق عليه أن نوبات الهرع مزعجة ولكنها ليست خطيرة.
عقار (باروكستين) الذي أعطي لك ووصف لك هو أحد الأدوية الرئيسية التي تعالج هذه الحالة، لكن يجب أن يكون هنالك انتظام والتزام تام بتناول الدواء، حسب المدة العلاجية المقررة. الانتظام على تناول الدواء يؤدي إلى البناء الكيميائي الصحيح، ويضمن استمرارية التحسن، ويمنع كذلك الآثار الانسحابية التي قد تحدث من خلال عدم الانتظام في العلاج، والأعراض الانسحابية نفسها تشبه أعراض القلق، فالإنسان يحس بدوخة وشيء من التوتر، وعدم الارتياح.
فيا أخي الكريم: أنصحك بأن تنتظم على الباروكستين بصورة ملزمة جدا، واستمر عليه لمدة أربعة أشهر بنفس الجرعة، ثم اجعلها نصف حبة - أي عشرة مليجرام - يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما الدوجماتيل فيمكن أن تخفض جرعته من الآن إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
بجانب العلاج الدوائي هنالك إجراءات علاجية أخرى مهمة، فعلى النطاق الاجتماعي يجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي الجيد والمفيد والمثمر، وهذا يتأتى من خلال القيام بالواجبات الاجتماعية المختلفة، ويجب أن تحسن إدارة الوقت والاستفادة منه على الوجه الصحيح، لأن ذلك يقضي على الفراغ الذهني وكذلك الفراغ الزمني، وبهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يصرف نفسه عن الفزع والهلع والقلق.
كن دائما إيجابيا في تفكيرك، وتجنب التشاؤم، واحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء، وتلاوة القرآن، والذكر على الدوام - خاصة أذكار الصباح والمساء - فهي باعثة للطمأنينة والأمان في نفس الإنسان.
اجعل لحياتك أهدافا، وضع الخطط والآليات والوسائل التي توصلك إلى أهدافك وما تأمل تحقيقه بإذن الله تعالى.
طور مهاراتك على النطاق المهني، الإنسان الذي يجيد عمله يحس بمردود نفسي إيجابي كبير. بر الوالدين يزيل القلق والتوتر ويؤدي إلى راحة نفسية كبيرة، فاحرص عليه.
وممارسة الرياضة - أخي الكريم - يجب أن تجعلها منهجا ثابتا في حياتك، فقد اتضح وبما لا يدع مجالا للشك أن الرياضة تزيل القلق والتوتر، وتعطي الإنسان راحة نفسية كبيرة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وهنالك تمارين تعرف بتمارين التنفس المتدرج، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم بسطها وإطلاقها، طبق هذه التمارين، ويمكن في هذا السياق أن تستفيد من استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، فقد أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين.
أيها الفاضل الكريم: حتى تصل إلى مبتغاك بأن تكون صحيا في نفسك وجسدك ووجدانك احرص على تطبيق ما ذكرته لك، وتناول الدواء بانتظام بالجرعة وللمدة المطلوبة.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك، وأشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.