طفلتي تفكر دائما بالحمل.. فهل هذا طبيعي؟ وكيف أتصرف؟

0 86

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قررت أن أرسل إليكم استشارتي لثقتي بموقع إسلام ويب، وأسأل الله أن أجد فيه الإجابة السديدة.

ابنتي قاربت علي إتمام ست سنوات، هي فتاه ذكية، أحاول على قدر استطاعتي أن أربيها تربية إسلامية، وأزرع فيها الخوف من الله، وغفر الله لي التقصير في ذلك.

ألاحظ عليها منذ مدة اهتمامها الشديد بموضوع الزواج وخاصة (الحمل)، تسأل الكثير من الأسئلة عنه، وتتمنى أن تتزوج لتصبح حاملا، وتصرح لي بذلك، وانا أحاول ألا أصدها كلية عن الكلام في هذا الموضوع؛ حتى لا أخسر ثقتها، تقول أنها دائما تحلم بنساء في مرحلة الحمل، وتهتم بأي شيء يعرض في التلفاز عن هذا الموضوع، كما تتابع عمتها الحامل حديثا، وتغرقها بالأسئلة عن الطفل، وهل يأكل معك أم لا؟ وأشياء من هذا القبيل.

رأيتها أمس وهي في سريرها، عندما حاولت تغطيتها فقاومت بشدة أن أجذب الغطاء، وجدتها تضع كرة تحت ملابسها عند بطنها، لم أعلق، لأني لم أدر صراحة كيف علي أن أتصرف في هذه المرحلة الغريبة؟

أحب أن أضيف أنها عاطفية جدا، ترتبط عاطفيا بشيخها الذي يحفظها القرآن عندما كانت أصغر سنا لحنوه عليها، وكان ترفض التسميع لغيره إن غاب، وكانت في صغرها في عمر عامين وأكثر لا تحب أن تتعامل إلا مع الرجال، وتتجنب النساء.

أفيدوني رجاء، فإنني قلقة جدا حيال أسلوبي التربوي معها.

ماذا على أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: الطفل بطبعه فضولي في هذا العمر، ويتعلم ويكتسب من الخبرات التي في بيئته وممن حوله، وهذه البنية قطعا سمعت كثيرا عن الحمل مما استثارها، وجعل هذا الأمر يسيطر على حيز كبير من تفكيرها، وأعتقد أن صرف الانتباه عن الموضوع سيكون هو الحل، وصرف الانتباه يكون بالتجاهل التام في المرحلة الأولى، ألا تكون هنالك استجابات تحفز الطفلة على الاستمرار في مثل هذا الكلام، بمعنى: أن لا ندخل معها في حوار أو نقاش أو شيء من هذا القبيل، إنما نصرف انتباهها بأن نطلب منها فعلا أو قولا آخر حين نجدها مشغولة في هذا الموضوع، أو تمارس أي نوع من الطقوس المتعلقة بالحمل، مثل المثال الذي ذكرته في رسالتك.

فإذا التجاهل التام، وصرف الانتباه، وجذب انتباهها إلى نوع من التفكير الآخر أو فعل آخر، والعلاج عن طريق اللعب دائما مفيدا جدا للأطفال، أن نعلمها أشياء أخرى ومهارات أخرى تتكلم عنها، وتطورها وتبنيها.

ونعزز أيضا سلوك الطفلة بصفة تربوية عامة، بأن تجعليها مثلا تكون حريصة جدا على ترتيب خزانة ملابسها، ترتيب سريرها في الصباح، وتجهز مثلا كتبها من الليلة السابقة للذهاب إلى المدرسة، تدخل معك المطبخ قليلا مثلا، وأن تلاعبي طفلتك، وملاعبتك للطفلة أن تقومي مثلا بتمثيل بعض الأدوار، ويجب أن يكون الدور مناسبا لعمرها، بمعنى أن تتصوري أنت أيضا أنك في عمر الست سنوات، أو اجعلي الطفلة تفكر في الموضوع على هذه الكيفية.

وأسلوب آخر للتدعيم العلاجي هو أسلوب النجوم، هذا النوع من المكافآت وجد مفيدا لكل سلوك إيجابي ولكل سلوك سلبي، وحين تتحدث عن الحمل مثلا بعد فترة التجاهل هذه يمكن أن تسحب منها نجوم إذا شغلت نفسها بهذا الموضوع.

المرحلة العلاجية الثالثة هي: أن تتحدثي معها صراحة، أن الحمل لا يناسب عمرها أبدا، ويجب أن تشغل نفسها الآن في أشياء أخرى، وأن الحمل بعد عمر عشرين سنة مثلا أو بعد عند خمسة وعشرين سنة مثلا، لكن الجئي إلى أسلوب التجاهل أولا وصرف الانتباه، ونظام النجوم.

أعتقد أن ذلك سيكون كافيا جدا، وهذه الطفلة - حفظها الله - ذكية، وممتازة، وحقيقة فيما يخص التربية الإسلامية (قولك) وأن تزرعي فيها الخوف من الله: الخوف من الله يأتي تلقائيا إذا أشعرنا الطفل بعظمة الله، وهذا مهم من الناحية التربوية.

الطفلة أيضا يجب أن تستفيد من البرامج التليفزيونية المفيدة للأطفال، وقطعا تمازجها وتفاعلها مع الأطفال من عمرها سيكون أمرا مفيدا لها، لأن الطفل يتعلم من الطفل - كما ذكرت - .

أسأل الله تعالى أن يحفظها، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات