الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراجع مستوى ابنتي الدراسي، وخجلها، هل يدل على وجود مرض؟

السؤال

لدي ابنة عمرها 12 عاماً، لاحظت عليها تصرفات مثل: مرافقة الأطفال الصغار فقط، ونفور من زميلاتها في المدرسة لصداقتها، ونصحتني معلمتها بأن أعرضها على مرشدة تربوية، وكذلك التراجع في مستوى الدراسة، والخجل وعدم رفع الصوت مع من تتحدث معه.

في البيت كل هذا مختلف، ظننت أنه نوع من العين، فذهبت لشيخ فقال: لا يوجد بها شيء، المهم التراجع زاد عندها، فقامت إحدى قريباتي بإخباري بوجود طبيب علم طاقة، ذهبت إليه وأنا خائف، فقال إنها تعاني من كهرباء مرتفعة في الدماغ، تجعلها تقوم بهذه الحركات، وسبب تراجعها الدراسي.

أنا أشعر بالخوف من مراجعة هذا الطبيب، هل هو نوع من السحر والشعوذة؟ خاصة إنه يريد أن يعطي ابنتي قلادة فضة لديها قدرة على امتصاص هذه الكهرباء، وأشعر بالذنب من مراجعته، فهل أخطأت؟ ليس لديها رغبة بالصلاة، وتتثاقل في حفظ القرآن، على الرغم من متابعتي ومتابعة معلمتها في المركز القرآني لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على ثقتك بهذا الموقع، ونسأل الله تعالى لهذه البنية الشفاء والعافية.

أيها الفاضل الكريم: هذه الطفلة -حفظها الله– بما أنها تُفضِّل مرافقة الأطفال الأصغر منها، ولها نفور من الدراسة، ويُلاحظ تراجع في مستواها، فقد تكون تعاني من نوع من المخاوف، أو القلق الداخلي الذي يدفعها للتصرف بهذه الطريقة، كما أن من المحتمل أيضًا -أخي الفاضل– أن تكون لديها درجة بسيطة جدًّا من صعوبات التعلُّم، وأمَّا موضوع ما ذكره الطبيب حول زيادة كهرباء الدماغ، وما أشار إليه الطبيب -مع احترامنا الشديد له- إذا كان هناك زيادة في كهرباء الدماغ؛ فهناك وسائل لمعرفة ذلك، ومن أهمها إجراء تخطيط كهربائي للدماغ، وهو فحص بسيط، وليس من الفحوصات المعقّدة أو الصعبة.

سيكون من المفيد –بل من الجيد جدًّا– عرض هذه الطفلة على طبيب مختص في أمراض الأعصاب عند الأطفال، أو على طبيب نفسي مختص في طب الأطفال واليافعين، ونرى أن الطبيب النفسي سيكون الأنسب؛ لأنه سيُجري تقييمًا شاملًا لقدرات هذه الابنة، من الناحية المعرفية، والناحية الأكاديمية، وأيضًا من ناحية العواطف والوجدان (المشاعر) والمخاوف، هذا كله سيُقيّمه الطبيب، هناك طرق علمية معروفة لدى الأطباء المختصين، لتقييم مثل هذه الحالات، والحمد لله يوجد عدد كبير من هؤلاء المختصين في الأردن، وإن لم يتيسر ذلك فإن طبيب الأعصاب للأطفال، سيكون كذلك مفيدًا في تقييمها.

أخي الكريم: ليس هنالك ما يدعوك للشعور بالذنب، أنت تحاول وتبذل جهدك قدر استطاعتك لمساعدة ابنتك، وذهابك إلى الطبيب، ومراسلتك لنا، كل ذلك يدخل في باب السعي المشكور، فجزاك الله خيرًا على حرصك، وأتمنى أن نكون قد وُفِّقنا في تقديم النصيحة لك، على أسس مهنية وعلمية صحيحة.

أمَّا ما يتعلق بموضوع الشعوذة والعين والسحر، فنحن نؤمن بوجود العين والسحر، ولا نشك في ذلك، ولكن للأسف هناك كثير من المفاهيم الخاطئة، وكثير من الإضافات والمبالغات غير الصحيحة، والحمد لله أنك عرضت الطفلة على شيخ وأخبرك بأنه لا يوجد شيء، لكن كل المطلوب منك –بارك الله فيك– هو أن تستمر في رقيتها، فهذا نافع وأنت مأجور عليه، وهذا لا يُغني عن التوجه إلى الأطباء المختصين كما ذكرت لك، فالعلاج النفسي والعضوي لا يتعارض مع الرقية الشرعية، بل يكملها، وإن شاء الله تعالى الحلول متوفرة بحول الله وقوته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً