هل يمكن الجمع بين السبرالكس والبروزاك للتخلص من الوساوس والقلق؟

0 85

السؤال

السلام عليكم .

سؤالي هو: أني أستخدم دواء سبراليكس للهلع والخوف الغير مبرر، ولي تقريبا أسبوعين على جرعة 10 mg، وسبق لي أن استخدمته، وقد أفادني كثيرا من ناحية الهلع والذعر، ومدة استخدامي له كانت تقريبا 5 أو 6 أشهر تقريبا والجرعة كانت 20 mg، وهأنا أعود إليه من جديد بجرعه 10 mg ولي الآن أسبوعان.

سبب تركي له هو أني لم أحصل على النتيجة المرجوة، فأنا أعاني كذلك من وساوس أفكار بدون طقوس وأفعال، وهذه الأفكار والوساوس تأتي منذ فترة لفترة، وتبقى في داخل عقلي لفترة من الزمن وتسيطر علي بالكامل، ولا أستطيع تجاهلها وحاولت كثيرا وفشلت.

تركت السبراليكس؛ لأنه لم يفدني من هذه الناحية الأفكار الوسواسية، ولهذه النقطة تركته واستخدمت بروزاك، وأفادني جدا وقطع عني هذه الأفكار، وعشت طبيعيا تماما، ولكن كان هناك قلق مستمر لم يزل، وتوتر شديد، فأنا في حيرة وفي دوامة أن استخدمت السبراليكس ذهب التوتر والقلق والهلع وتبقى الأفكار الوسواسية لم تذهب، وإن انتقلت للبروزاك ذهبت الأفكار وبقي الهلع والقلق، ما رأيك في الجمع بينهما ويكون بجرعة مدروسة وقياسية بين البروزاك والسبراليكس؟

بارك الله فيكم، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: أنت محق تماما، البروزاك دواء متميز في علاج الوسواس القهري، خاصة الوساوس ذات المنشأ الفكري، لكنه يرفع من درجة اليقظة عند بعض الناس، وهذا قد يتمثل في شكل أعراض قلق وتوتر، وفي بعض الأحيان يصاب بعض الناس بما نسميه بالتململ الحركي، أي أن الإنسان لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد، هذا يحدث لحوالي عشرة إلى عشرين بالمائة من الذين يتناولون البروزاك، لكن هذه الظاهرة – أخي الكريم خالد – نلاحظها في الأسابيع الأولى للعلاج، يعني بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع تختفي تماما.

والسبرالكس يتميز بأنه دواء مسالم جدا، يؤدي إلى هدوء كبير في النفس، ولا يسبب أي نوع من القلق، بل هو مضاد قوي للقلق، ويتميز أيضا بأنه مضاد للمخاوف، وله فعالية جيدة ضد الوساوس، لكنها لا ترتقي لمرحلة فعالية البروزاك.

أخي الكريم: أنا أرى في حالتك أن الخيارات موجودة الحمد لله، والخيار الأول – أخي – هو أن تستعمل أحد مضادات القلق بجانب البروزاك، وهنالك عقار بسيط جدا يسمى (فلوبنتكسول/ فلوناكسول) بجرعة صغيرة – نصف مليجرام – سيكون كافيا جدا للتحكم في القلق، يمكن أن تستعمل هذا الدواء حتى مرتين في اليوم.

وإذا لم تجد الفلوبنتكسول سيكون عقار (رزبريادون) بجرعة صغيرة، رزبريادون دواء رائع، وهو في الأصل مضاد للذهان، لكن بجرعات صغيرة يعتبر مضادا جيدا للقلق، ويدعم فعالية البروزاك لعلاج الوساوس القهرية.

فإذا يمكن أن تتناول البروزاك ومعه الرزبريادون بجرعة واحد مليجرام ليلا، هذه أيضا أعتقد أنها سوف تحل هذه الإشكالية تماما، بل فعالية البروزاك في علاج الوساوس سوف تتحسن أكثر، وفي ذات الوقت سيزول القلق والتوتر.

أما الخيار الأخير – وهذا لا أفضله كثيرا – هو: أن تخلط ما بين البروزاك وما بين السبرالكس، أن تتناول كبسولة واحدة فقط من البروزاك (عشرين مليجراما)، وأن تتناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام، هنا من ناحية السلامة هذه الخلطة العلاجية سليمة؛ لأننا لم نتعد الطيف العلاجي السليم، لكن الجمع بين الأدوية شيء غير محبب، ما دامت هي من فصيلة واحدة.

عموما – أخي – أنصحك أن تركز على التمارين الاسترخائية والتمارين الرياضية والتواصل الاجتماعي، وعليك قطعا بالصلاة في وقتها، والدعاء... هذه – أخي الكريم – تقلل كثيرا من التوتر والقلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات