دعوت الله كثيراً لأتزوج شاباً أعرفه، فهل سيستجيب دعائي؟

0 134

السؤال

السلام عليكم

دعوت الله أن أتزوج شخصا، وكان دعائي في وقت سفر ودعوت بالكعبة والمسجد النبوي، وكلي يقين بالاستجابة، كان قبل عام، والذي حدث أن هذا الشاب خطب فتاة في في نفس السنة، وما زال خاطبا.

أنا ما زلت أدعو الله أن أتزوجه، ولكن بدأت أشعر باليأس من الإجابة، لأنه لو كان الله يريد لاستجاب لي من قبل، فالله وعد عباده بذلك، وأنا دعوته في بيته، لماذا لم يستجب لي.

أعوذ بالله العظيم من القنوط، لكن والله منذ حدوث هذا الأمر وأنا أعيش في حال لا يعلمه إلا الله، فهل يحل لي أن أبقى أدعو الله أن يجمعني به؟

علما أني والله أدعو أن يعوض خطيبته بخير منه ولا يكسر لها قلبا، وهل صحيح أن الله يؤخر استجابة الدعاء أحيانا ليكون الشخص جاهزا والأسباب مهيأة له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Abeer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان الله في عونك؛ ثم اعلمي -أختي الكريمة- أن الدعاء عبادة عظيمة؛ ومن أجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.
قال تعالى ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ سورة غافر60.
وعن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : الدعاء هو العبادة ثم قرأ الآية " رواه الترمذي.

الإنسان الذي التزم في دعائه الآداب والشروط المطلوبة، كان دعاؤه جديرا بالإجابة، فقد حكى لنا الله في القرآن الكريم في آيات كثيرة، أن الأنبياء؛ أجاب الله به دعاءهم؛ وحصل مقصودهم.

أمر آخر ينبغي أن تعلمي أن من آداب الدعاء حسن الظن بالله تعالى، واليقين بأن الله يجيب دعوة من دعاه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) رواه الترمذي.؛ واليقين وحسن الظن بالله أن يعتقد الإنسان أن الله سيجيب دعاءه.

مما ينبغي أن تعلمي أيضا أنه لا ينبغي الاستعجال في الدعاء؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل: يقول: قد دعوت ربي، فلم يستجب لي). متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: (يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء).؛ فلابد من مواصلة الدعاء؛ والاستمرار عليه.

من المعلوم أن تأخر إجابة الدعاء؛ أو عدم الإجابة بالمرة؛ هذا خير للداعي لأن الله حكيم؛ وأعلم بما يصلح عباده؛ وهذا من حسن الظن به أن نعتقد أن الله أراد بنا خيرا، وإن لم يجب دعاءنا؛ ومن ذلك الخير قوله صلى الله عليه وسلم " (ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم)، فقال رجل من القوم: إذا نكثر قال: (الله أكثر). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. ورواه الحاكم من رواية أبي سعيد وزاد فيه: (أو يدخر له من الأجر مثلها).

إذا كان الإنسان بين هذه الأمور الثلاثة المذكورة في الحديث؛ فما عليه إلا الاستمرار في الدعاء والإكثار منه لأن عواقبه حميدة في الدنيا والآخرة؛ وهذا ما قاله بعض الصحابة "إذا نكثر".

هذا الخاطب الذي دعوت الله أن يرزقك الاقتران به؛ فإذا كان صالحا ذا خلق حسن؛ فما زال هناك احتمال أن يتقدم لك؛ وذلك إذا لم يحصل توافق بينه وبين مخطوبته الحالية؛ فيمكن أن يأتي إليك؛ أو أنك قد ترضين بأن تكوني زوجة ثانية له.

أما إذا لم يكن هذا ولا ذاك؛ فإن الله قد علم نيتك الصالحة؛ وسيرزقك مثله أو خيرا منه؛ ولكن أقول: عليك أن تدعي أن يرزقك زوجا صالحا دون أن تحددي شخصا معينا.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات