السؤال
أرجوكم أفيدوني، فأنا سيدة مطلقة منذ 6 سنوات، ولدي ثلاثة أطفال أعمارهم بين 11 و14 سنة، وقد كنت رافضة تماما موضوع الزواج الثاني، ولكني الآن أشعر بحاجتي لإنسان بجواري، أشعر نحوه بالأمان على نفسي وعلى أولادي، ولكن للأسف لم يتقدم لي أحد إلا واحد فقط، ولم يتم التوفيق بيني وبينه، فماذا أفعل؟
بالرغم مما أتمتع به من جمال وحسن خلق بشهادة الجميع، والتزام ديني واضح مع استعدادي للالتزام المادي ناحية أولادي ولا أحمله أي التزام ناحيتهم إلا الالتزام التربوي تجاههم فقط، فماذا أفعل؟ وما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولا: نشكرك على دخولك لموقعك هذا، ثم على هذه الاستشارة الكريمة، ونرجو أن نكون عند حسن الظن.
بخصوص زواجك أيتها المباركة، فنرى أنه أمر حتمي لا سيما وأنت في هذا السن، ولقد خلق الله الرجل والمرأة ليكملا بعضهما بعضا، ولا يمكن أن يكون الأطفال بديلا عن الزواج، فهذه شهوة ركبها الله في الإنسان.
ثانيا: أختي لا تأمني على نفسك من السباع البشرية، لا سيما إن علموا أنك بدون زوج، ومداخل الشيطان كثيرة، ويضعف الإنسان أمامها حتى يقع في الفاحشة.
من هنا فرأينا هو الإسراع بالزواج حتى تحصني نفسك وتقضي شهوتك، ولكن يجب أن تتوقفي في الاختيار، فحاجتك لزوج يقف بجوارك لا ينبغي أن يجعلك تقبلين بأي إنسان، فكثيرا ما يستغل الرجال نساء مثلك إما لمالها أو لوظيفتها أو لجمالها حتى يحققوا مآربهم، وبدلا من تحقيق السعادة المنشودة تكون الحياة جحيما لا يطاق .
أول ضابط لاختيار الزوج أن يكون له خلق ودين، ولا يهم بعد ذلك إن كان فقيرا أو شكله غير مقبول، أو لونه كذا، أو غير ذلك؛ لأنه بالخلق والدين يحسن التعامل، وهذا هو الذي يجعل الحياة الزوجية تستمر.
أما الجمال والمال فهي عوامل مؤقتة، ومجرد اكتمال للزواج، ويبقى جانب الخلق، وبما أنك أختي ذات بنين ومطلقة، فربما لا تجدين الزوج الذي تتمنيه، ولكني أرى أنه لا بأس إن وجدت رجلا صاحب خلق ودين ويقبل الزواج بك، فيمكنك أن تفاتحيه وتبدي رغبتك له، بواسطة رسول، وهذا من الدين، وقد فعلن ذلك الصحابيات رضي الله عنهن، فيمكنك أن تقدمي على هذا الخطوة، وأنك تريدين إحصان نفسك.
لا أنسى أن أذكرك بكثرة الدعاء لا سيما عند السحر أن يحقق الله لك أمانيك.
والله الموفق.