أمي تعاني من بقع حمراء مع انتفاخ على رقبتها وأكتافها.. فما سببها؟

0 104

السؤال

السلام عليكم

تظهر لأمي في تقلبات الفصول من كل سنة ( من ثلاث سنوات تقريبا) بقع حمراء اللون كبيرة مع تنفيخ على رقبتها وأكتافها، فقط كانت تظهر ولا تسبب أي حكة أو أذى، لكن هذه السنة حاليا الأمر مختلف؛ لأن هذه البقع الحمراء والتنفيخ ظهر على كامل جسدها مع الشعور بوخز؛ مما يستدعيها للقيام بحكها مع الشعور بحرارة، تزداد الحرارة والوخز والحكة عندما تتحرك كثيرا في المنزل، أي عندما يحمى جسدها وأيضا عند لبس ملابس فيها القليل من الصوف، أي لا ترتاح قليلا إلا عند لبس الملابس القطنية.

أيضا يظهر على وجهها حبوب قليلة غير مؤذية، ولا تشعر بها تجدها عندما تنظر في المرآة، استخدمت دواء IRIS فتخف الحكة عنها قليلا، لكن الشعور بالوخز لا يذهب والاحمرار أيضا، تستخدمه ما يقارب ٣ مرات في اليوم من شدة المعاناة، حاولت استخدام (كروتافيل)، لكن دون نتيجة أبدا.

ما سبب هذا؟ وما علاجه؟ أمي وصلت إلى حد البكاء من شدة المعاناة، أرجو المساعدة.

أشكركم على سعة صدركم، وما تقدمونه من خدمة، وبارك الله بعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه والدتكم الكريمة هو مرض الارتيكاريا أو الشرى؛ وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق في التنفس, واضطرابات, وألم في البطن, ويوجد نوعان رئيسان من الارتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة وهي أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و...) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهيستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الارتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم كما ذكرت, أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي ومن الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الارتيكاريا في آن واحد وأعتقد أن هذا هو الحال مع والدتك؛ وعلاج الشرى أو الارتيكاريا بصفة عامة يكون بوصف بعض مضادات الهيستامين H1 من الجيل الحديث، ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة, ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات أو إضافة أحد العلاجات الأخرى مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، وقد يصف الطبيب علاجات أخرى من مضادات الهيستامين H2 أو بعض الفئات الأخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج الارتيكاريا عند اللزوم، ولكن بعد استخدام الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح المتعارف عليه علميا.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص وأن تتواصلي مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الاول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج وتقييم احتياجك إلى بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهسيتامين التي من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات