قال لي ابن خالتي سيخطبني وتأخر زواجي، ما نصيحتكم؟

0 96

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 32 سنة، كنت إنسانة تحب الحياة، متفائلة، وحين كنت بعمر 20 سنة تعرفت على ابن خالتي، كنا ندرس، وقال أود أن أخطبك، فاصبري حتى أعمل، والظروف وقفت في وجهنا وصبرت لمدة 10 سنوات! ولما عمل وصار قادرا على المسؤولية والزواج تغير عني، وكنا نتواصل بالهاتف ثم تغير وصار يسهر مع أصدقاء السوء، وبدون سبب انفصلنا، ومررت بمرحلة جدا صعبة حتى قررت أنساه، وأبدأ حياتي رغم أنه ضيعني سنين من عمري، وجاء الخطاب يخطبوني فخطبني الأول، ولما عرف أني بعمر 30سنة قال: لا كبيرة، رغم أنه أكبر مني بسنتين، وخطبني آخر محترم واتفقنا على كل شيء، وقلت أصبر، فهو أكبر مني ب 5 سنوات.

جاء أهله يخطبوني، وقرأوا الفاتحة، وحددوا يوم الفرح في الصيف، وبعد الخطوبة تغير، ولما سألت قال: أمي رفضتك، وغير موافقة على زواجنا! قلت له: ما السبب؟ قال: قالت لأنها كبيرة، وتريد أن تزوجني بنت في العشرين، وقال: اصبري أقنعها، وللأسف ما أقنعها، رفضتني، ونحن والله استقبلناهم أحسن استقبال، وفرحنا بهم، ولكن دمرت حياتي، وفقدت الثقة بكل شيء، ونفسي مرضت، وصرت أنظر في المرآة، وأقول، لقد كبرت، ولعلي لا أتزوج، ولا يقبلني أحد!

كرهت حياتي، ومررت بمشاكل مع أهلي بسبب الخطوبة، وصرت مخنوقة، فأرجوكم ساعدوني، أحب أن ترجع الضحكة على وجهي، فكل ليلة أبكي، وأفكر في الماضي، وأتفكر في نيتي وطيبتي إلى أين أوصلتني.

لقد كرهت الرجال، وكرهت الناس، ولا أدري ما هو ذنبي، ولهذا السن ما تزوجت، وهذا مكتوب من ربنا، فالله يجزيكم بالخير انصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السعادة والراحة في امتثال أوامر الله والبعد عن معاصيه، والشقاء والتعاسة بالبعد عن طاعته، والوقوع في معاصيه.

إن ذهاب شعورك نحو الأسباب التي ظننت أن بها بالسعادة والرضى بعد أن تعرفت على ابن خالتك دليل على وجود بعض المخالفات الشرعية التي لا تجوز، وهي التواصل بين رجل أجنبي وامرأة أجنبية، حتى ولو كان بعد الخطبة.

ما حصل من ترك ابن خالتك لك بعد انتظار عشر سنوات لا شك أنه تصرف غير لائق، ويدل على عدم الصدق في العلاقة التي تمت بينكما خلال تلك الفترة.

هذا حال بعض الشباب الذين يرغبون فقط في الاستمتاع المحرم بالحب والغرام، والكلام واللقاء مع الفتيات ويعدونهن بالزواج ثم لا يفون بوعودهم.

لذا ننصح الفتاة أن لا تصدق هذه الوعود ولا تربط علاقات مع الشباب بدون علم أهلها، وبدون ضوابط الشرع، حتى لا تكون فريسة لأمثال هؤلاء الشباب.

ننصحك بالتالي:

- التوبة والاستغفار مما مضى، والحذر من العودة إليه مرة أخرى، مع أي شاب، والندم على ما فات، عسى الله أن يغفر لك.
- ثم عليك بالصبر حتى ييسر الله أمرك، والثقة بالله، وحسن الظن به، وعدم اليأس والقنوط، فالزواج قسمة ونصيب، وقدر محدد، له موعده الذي قدره فيه، وما حصل من فسخ الخطوبة بقدر الله، وقد يكون خيرا لك، فإن الله يعلم وأنت لا تعلمين.
- عليك أن تأخذي بالأسباب التي تساعدك على الحصول على زوج صالح، فما زلت في عمر الشباب، ولم يفتك القطار، فلا تيأسي، بل أملي في الله خيرا.

من الأسباب ما يلي:

- عليك بالدعاء بصدق وإخلاص، وكلك ثقة بالله وفضله وكرمه.
- عليك أن تتعرفي على رفقة صالحة من الأخوات، وتلبغيهن بأن يبحثن لك عن زوج صالح.

- التحقي بمركز نسائي لتحفيظ القرآن، واشغلي نفسك فيه، وتعرفي على أخوات صالحات يساعدنك على البحث عن زوج صالح، وستشعرين معهن بالراحة والسعادة، لأن العيش مع القرآن بصدق حياة للقلوب وانشراح للنفوس.
- لا بأس أن تستعيني بخطابة تبحث لك عن زوج، وتعطيها مبلغا من المال.

المهم أن تأخذي بالأسباب، والله سبحانه خالقها ومسببها، وتوكلي على الله، وارضي بما اختاره الله لك، وإن الفرج مع الصبر، وإن مع العسر يسرا.

وفقك الله لما يحب ويرضى، ويسر أمرك، ورزقك الزوج الصالح، والذرية الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات