أعاني من هلع وخوف عند قيادة السيارة خاصة عند الجسور والأنفاق!

0 165

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود طرح مشكلتي التي أعاني منها منذ سنتين، وهي: عند قيادتي السيارة يحصل لي توتر وخوف وهلع، ولا أستطيع القيادة مثل السابق بسرعة، وهذا يحصل عند صعود جسر، أو نزول نفق، أو طريق سريع مفتوح، أو وجود شاحنات على الطريق.

أحاول مرارا وتكرارا الصعود والنزول على أمل الشفاء مما أنا فيه، وأقود ببطء شديد جدا، كذلك الأمر بالنسبة للطرقات المفتوحة أتوقف قليلا توقفا كليا، ثم استمر بالقيادة بسرعة لا تتجاوز 20 كلم.

الذي أعاني منه في الجسر أحس أنني أقع وأنجذب لطرف الجسر اليمين، وفي النفق أنجذب لجدران النفق اليمين، وفي الطرقات المفتوحة أنجذب لجنب الطريق اليمين خارجا، وعندها أضغط على الفرامل وأتوقف بالكامل، وأتنفس الصعداء لأعود للقيادة بسرعة لا تتجاوز ١٠ كلم، والشاحنات لا أستطيع تجاوزها أبدا.

هذه الحالة أتتني بعد شراء سيارة جديدة من الوكالة بسنة، ذهبت للعمرة وشربت واغتسلت بماء زمزم على نية الشفاء -والحمد الله- مرت مرحلة بسيطة تحسنت فيها بنسبة معقولة، والآن رجعت إلى الحالة الأولى من الخوف والقلق، علما أني أقود السيارة منذ ١٢ سنة بشكل طبيعي، وتعرضت لحوادث مرورية خلالها.

أتمنى أن أجد علاجا لمشكلتي التي أرقت حياتي، وسببت المشاكل الجسيمة لي، وجزاكم الله خيرا وفي ميزان حسناتكم يا رب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك مخاوف والخوف من قيادة السيارة والتعرض للحوادث وصعود الجسور هذا خوف معروف، ونسميه بالمخاوف البسيطة، وهي ليست من المخاوف المعقدة، وعلاجها ليس بالصعب، وخطوات العلاج:

أولا: أنت محتاج أن تجلس مع نفسك وتناقش، ما سبب هذا الخوف؟ هل هي الحوادث السابقة؟ هل تعرضت لأي نوع من التخويف في طفولتك مثلا؟ وتتجاوز ذلك من خلال إقناع نفسك أن هذا الخوف هو خوف مكتسب أي متعلم، وأنت لم تولد به، وتقنع نفسك بتحقير فكرة الخوف تماما، والتغافل عنها.

الخطوة الثانية: هي أن تقرأ عن السيارة كيف بدأت وكيف صنعت، وكيف أنها نعمة عظيمة، الإنسان إذا عرف الشيء وحاذقه لا يخاف في كل ما يتعلق به، وتصور هؤلاء الذين يصنعون هذه السيارات العجيبة وكيف لنا أن نخاف من مجرد قيادتها، وحتى بناء هذه الجسور وهذه الطرق، أمور عظيمة تدل على النعمة التي حباها الله بها عباده وهي نعمة المعرفة.

فعليك أن تتأمل وتتدبر في هذه الأشياء التي تخاف منها، وبعد ذلك أخي الكريم علم نفسك أن تلتزم بدعاء الركوب، ليس مجرد الالتزام الحرفي من خلال ترديده إنما التعمق فيه والتأمل في معانيه، وحين تنطلق السيارة قل مع نفسك بسم الله مجراها ومرساها، أيضا لابد أن يكون هنالك التزام بدعاء الركوب، فهو حافظ وباعث للطمأنينة، وابدأ في تكثيف عدد المشاوير زيادتها حتى وإن كانت قصيرة، فالمبدأ السلوكي يقول أن التعرض أو التعريض المستمر والمتدرج مع منع الاستجابة السلبية هو أفضل علاج لقلق المخاوف أيا كان نوعه.

أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة تساعد أيضا في علاج هذا النوع من المخاوف، لكن سوف يظل العلاج السلوكي هو الأساس، من الأدوية الجيدة التي أنصحك بها العقار الذي يعرف باسم سيرترالين، هذا هو اسمه العلمي ويسمى تجاريا زوالفت، الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة أي 25 مليجرام ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة كاملة ليلا لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة حبتين أي 100 مليجرام ليلا، وهذه جرعة متوسطة؛ لأن الجرعة القصوى هي 200 مليجرام في اليوم، أي 4 حبات، لكن لا أعتقد أنك تحتاج لهذه الجرعة.

استمر على جرعة الحبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة أي 25 مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، دواء سليم وفاعل، وغير إدماني، من آثاره الجانبية البسيطة أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام، كما أنه ربما يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر أبدا على الصحة الإنجابية عند الرجل أو المرأة، أخي حاول أيضا أن تطبق بعض التمارين الاسترخائية تمارين التنفس التدرجي تفيد وكذلك ممارسة الرياضة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات