السؤال
السلام عليكم.
أحببت أرملة جميلة، وملتزمة، وعلى دين إلى أقصى درجة، ولكن أبي يرفض زواجي منها؛ لأنها أرملة ولديها طفل، وحجتهم ماذا يقول المتجمع عن أعزب يتزوج أرملة ولديها طفل؟!
استخدمت كل الطرق والنقاشات، وأدخلت أهل الخير لإقناعه ولكنه يرفض، علما أنني لا أريد التفريط بها؛ لأنني أقسم لم أشاهد فتاة ملتزمة إلى هذه الدرجة، وأهلها على خلق ودين أيضا، ولا أستطيع الزواج منها بدون موافقة أبي لأنني سأسكن معه، وليس لدي إمكانية الاستقلال بمنزل وحدي!
لذا فكرت بأن أعمل تحاليل مزيفة تثبت عدم قدرتي على الإنجاب، ما رأيكم بهذا الحل؟ وهل هي فكرة جيدة لقبولهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أن الانفتاح في العلاقة مع النساء الأجنبيات بدون ضوابط شرعية أمر محرم، وبسبب التساهل فيه يقع البعض في بعض المخالفات الشرعية تحت مبرر الخطبة والبحث عن زوجة.
ننصحك أولا: بضبط هذه العلاقة بالشرع وعدم التساهل فيها؛ كون هذه الفتاة ما زالت أجنبية عنك، وإن وقع منكما شيء قبل هذا عليكما بالتوبة والاستغفار، والإقلاع عن ذلك.
وعليك إقناع والدك بأن المعيار الشرعي لاختيار الزوجة هو الدين والخلق، وبه تسعد الحياة الزوجية، وأنه لا عيب ولا حرج في الزواج بأرملة، لا شرعا ولا عرفا، وقدوتنا في ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد تزوج بخديجة -رضي الله عنها- وهي أرملة وتكبره بالسن بحوالي خمسة عشر عاما، وكان زواجهما مثالا للحياة السعيدة المستقرة، بل من حبه لها واستقرار حياته معها لم يتزوج عليها امرأة أخرى حتى ماتت رضي الله عنها.
ويمكنك تكرار المحاولة لإقناعه بالحوار المباشر، أو بواسطة شخص ثقة يحترمه والدك ويقتنع برأيه، بحيث تطرح عليه الموضوع وهو يتولى إقناع والدك بأسلوبه، فإن اقتنع والدك -فالحمد لله- وإلا فاقطع الصلة والعلاقة بهذه المرأة، وابحث عن غيرها، وستجد مثلها في الدين والخلق بكرا يقبل بها والدك، فالخير موجود في الناس والحمد لله.
أما فكرة أن تعمل تحليلا مزيفا يفيد أنك لا تنجب من أجل إقناع والدك فهذا لا يجوز لك فعله؛ لأنه وسيلة محرمة، وآثاره ستكون سيئة مستقبلا عليك وعليها؛ إذ لو جاءك أولاد منها ستتهم المرأة في عرضها، أو يكتشف والدك أنك قد كذبت عليه فيغضب عليك، وربما تصرف معك تصرفا غير لائق؛ لذا: (عليك بالصدق ولو رأيت فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة، وإياك والكذب وإن رأيت فيه النجاة؛ ففيه الهلكة) كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفقك الله لما يحب ويرضى.