السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في أول يوم من رمضان سأكون في بداية الشهر الثاني من الحمل، فهل الصيام يؤثر على صحة جنيني أو نموه؟

علما بأن حالتي الصحية -الحمد لله- جيدة، وتم الحمل عن طريق الحقن المجهري.

شكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبارك لك بالحمل, ونسأل الله عز وجل أن يتمه على خير.
الحمل ليس مرضا, بل هو حالة فيزيولوجية طبيعية خلق جسم المرأة مهيأ لها, لذلك فإن أغلب السيدات الحوامل قادرات على الصوم في رمضان، خاصة إذا كان سير الحمل طبيعيا.

وبالتالي ومن ناحية طبية يمكن القول إذا لم يكن لدى السيدة الحامل مشكلة طبية تستدعي تناول الطعام أو شرب السوائل باستمرار, وإذا لم يكن لديها مرض يلزم معه تناول العلاجات المتكررة خلال النهار، فبإمكانها الصوم من دون أي ضرر على الحمل, حتى لو كان عن طريق الحقن المجهري.

والحالات التي ننصح الحامل فيها بالإفطار هي حالات قليلة جدا، يكون الخوف فيها على الأم أكثر من الجنين؛ لأن الجنين وخاصة في الشهور الأولى تكون حاجاته الغذائية قليلة نسبيا، وهو يأخذ ما يحتاجه على مدار 24 ساعة من دم الأم، وحتى لو كانت صائمة، فإن كبدها يقوم بتحويل المواد المخزونة فيه مثل (الغليكوجين) إلى سكر الغلكوز الذي يذهب إلى الدم، ليغذي للجنين.


لذلك اطمئنك -يا ابنتي- بأن الجنين لن يتأثر من الصيام اذا لم يكن لديك مشكلة صحية, فحتى لو كنت أنت صائمة، فجنينك ليس بصائم، بل يأخذ كل حاجاته الغذائية بالكامل مما خزنه جسمك، ولذلك فمن المهم جدا أن تتناولي على الإفطار والسحور الطعام الغني بالبروتينات والفيتامينات، مثل الحليب والجبن واللحم، بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة، وإن كان بإمكانك تناول وجبة قبل النوم إضافية أيضا، بحيث تركزين فيها على البروتينات والعصائر الطازجة، كما يمكنك اعتماد طريقة الوجبات الصغيرة والمتكررة، من بعد الإفطار إلى وقت السحور, وهذه الطريقة تفيد الحوامل كثيرا, وأكرر لك بألا تخافي على الجنين, فهو لن يتضرر -بإذن الله تعالى- ولا تنسي بأن الأجر سيكون على قدر المشقة.

أتمنى أن تتمي حملك على خير، وتقبل الله طاعاتكم، وبالله التوفيق.