لا أعرف كيف أحقق أهدافي!

0 203

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 21 سنة، أحلم بأمور كثيرة عديدة، وأفعل الأسباب لها، فأنا لدي فوق 14 هدفا سأحققها في غضون 39 سنة، وقد بدأت الخطة في ال20 من عمري وأنهيت سنة منها، لكن .. هناك أهداف صعبة علي، لأني لا أعرف كيف أبدأ بها، والغاية من هذه الأهداف ليست شخصية، وأنا لا أتوكل على الأسباب فقط بل أدعو الله بأن يوفقني في تحقيقها.

لذلك: أريد أن أسأل عن أمور عديدة، هل يجوز أن أدعو بها دون بذل الأسباب؟ لأني لا أعرف أي الأسباب يجب أن أفعلها، حتى أحقق ما أريد، سأسأل في كل مرة عن أمر.

مثلا: هل يجوز لي أن أدعو الله أن يعلمني علما من العلوم لكي أخترع شيئا ما؟ إني أريد أن أتعلم كيف أصنع الأجهزة الإلكترونية، وأريد أن أتجر بها ثم أتصدق بكل أرباحي الصافية، حيث إني يكفيني مبلغ زهيد لكي أعيش، ولا أحتاج لكل المبالغ الضخمة من وراء تجارة الأجهزة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الليث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بهمتك العالية وطموحك الكبير، ورغبتك الصادقة في نفع دينك وأمتك.

أخي الليث، دعنا نتفق على بعض النقاط ابتداء:

- لا شك أن نيتك طيبة، وأنها لا تنبت إلا في قلب موجع بأمته مريد لها الخير، وهذا في حد ذاته أمر يذكر لك وتشكر عليه

- كذلك يشكر لك التخطيط فالنجاح لا يعرف العشوائية، وقديما قالوا: من لم يخطط للنجاح خطط للفشل، فهل قرأت في علم التخطيط؟

إن المشكلة عندك ليست في المقصد ولا الغاية ولا العاطفة، ولكن المشكلة تكمن في إدارتك لمفهوم التخطيط.

لقد خططت لتسع وثلاثين سنة، ووضعت أربعة عشر هدفا، وهذا جيد، ولكن كيف وضعت الأهداف؟!

الأهداف لا بد لها من ثلاثة أمور.

الأول: معرفة القدرات الذاتية، فلا ينبغي للإنسان أن يتخطى قدراته، وأن يسير خلف عاطفته في وضع الخطة.

الثاني: قياس الفترة الزمنية المناسبة للهدف مع تقسيمها إلى أهداف جزئية وأخرى كلية.

الأهداف الجزئية لا بد أن ترتبط بوقت محدد مناسب يقاس بعدها النتيجة أو ما يعرف بقياس الأداء، ثم نحدد الإيجابيات لتنميتها والسلبيات لتوخي الحذر منها.

الثالث: التوازن الحياتي: فلا ينبغي أن تطغى الأهداف المرحلية على الواجبات الخاصة المكلف أنت بها.

لا ينبغي ألا تتضمن الخطة أوقاتا للأهل والأصحاب والرياضة والترفيه؛ لأن هذا فطرة الإنسان، والإجهاد في عمل مهما كان ساميا لا بد للإنسان ألا ينسى نفسه؛ حتى لا يرتد ارتدادة كبيرة تؤثر على حياته.

هذا هو منهج النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان بعض الصحابة لشدة حبه للعبادة يجعلها كل وقته، فنهي عن ذلك ودعنا نورد لك هذا الحديث، فعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: (آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل. قال: فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: صدق سلمان)

الشاهد أنه لا بد لك من هذا التوازن مع ما مضى من إدارة الخطة.

أنت شاب طموح وناجح -إن شاء الله- فلا تجعل خطتك المثالية تقضي على طموحك، واجعل الأهداف هدفا أو هدفين، وأعد كتابة الخطة كما طلبنا منك، وستجد تغيرا كبيرا -إن شاء الله-

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك. والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات