أريد الزواج من أرملة ولكن أهلي يرفضون فما الحل؟

0 120

السؤال

السلام عليكم..

أريد الزواج من أرملة لم أجد في حياتي فتاة ملتزمة مثلها، ولكن أهلي يرفضون لأنها أرملة، حاولت معهم بكل الطرق والأساليب، ولكنهم يفكرون بكلام الناس، وماذا سيقولون؟ وهذا تفكيرهم لا يغيروه حتى يئست من قبولهم.

أريد الذهاب إلى والدها لحجزها، ولا أعرف شخصا كبيرا يمكن أن يأتي معي، لذا يجب أن أتكلم، لكن لا أعرف كيف أفاتحه بالموضوع وأقنعه بأني سأتقدم لها وحدي بدون أهلي، أرجو مساعدتي كيف أتحدث معه.

لا تقولوا لي ابحث عن غيرها، ورضى أهلك أهم؛ لأن رفضهم بدون سبب شرعي، فقط خوفهم من كلام الناس.

ليس من المعقول أن أترك فتاة ملتزمة وسط كل هذه الفتن وأتركها من أجل كلام الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

ودعنا نجيبك -أخي- من خلال تلك النقاط:
أولا: من الطبيعي أن تتحدث بهذا الأسلوب الحاد لأن المشاعر حين تتحكم فيها العاطفة مع قلة التجربة في الحياة يغيب عنها العقل، فلا يبصر الإنسان الصواب الكامل ولا يعرف الخطأ المحض.

ثانيا: من الطبيعي أخي أن يرفض الأهل هذا الزواج لسببين:
1- أن الفتاة الثيب وتجارب الحياة تخبرنا بأن من تزوج الثيب يحن دائما للبكر، هذه فطرة يا أخي، نعم لو كنت متزوجا قبل ذلك لقلنا لك اجتهد في إقناع أهلك وخذ الأرملة، أما وأنت أعزب فإننا ننصحك بأن تتزوج من بكر لأمور كثيرة ومتعددة لا يحسن الكلام عنها الآن، وستدركها حتما بعد الزواج.

2- إنك بعد لم تتجهز للزواج، فأنت تريد أن تحجز المرأة الأرملة، وهذا منك عجيب، فمن ذا الذي يوافق أن يوقف ابنته بلا زواج حتى يستعد الخاطب؟

لاحظ أن المرأة الثيب محط أنظار أهلها أكثر من البكر، بل والطامع فيها كثير، ولذلك يحرص كل أب على تزويج ابنتهم الثيب من أول خاطب مستعد.

ثالثا: العرب تقول يا أخي: ثبت العرش ثم انقش، هذا هو الترتيب العملي للحياة الزوجية، ابدأ من الآن أخي واستعد ابتداء للزواج، ولا تخش وساوس الشيطان الذي سيقذفها حتما في رأسك مثل: لن تجد أدين منها، ولا أجمل منها، ولا أوفق منها، تلك الكلمات تتكرر مع كل من حالته كحالتك، يهدف الشيطان من وراء ذلك إلى تقطيع الأرحام، وتعليق الإنسان بالأماني التي لا تجعله يتقدم خطوة للأمام حتى يغلبه اليأس.

يا أخي: متى ما كنت مستعدا ستجد الصالحات التقيات الأبكار، فالخير موجود في أمة محمد لا ينقطع أبدا فلا تقلق.

رابعا: خذها منا -يا أخي- ونحن قد مر علينا من التجارب الكثير: لن تجد أحن عليك ولا أحرص عليك، ولا أهدى لك نصحا من أهلك، ولن تجد أحدا تحدى أهله وتزوج رغما عنهم ثم انصلح حاله.

هذا واقع مر علينا كثيرا، والعاقل من اتعظ بغيره.

ختاما: لا بد -أخي- أن تفرق بين العاطفة والشفقة وبين الزواج الصالح، وألا تبني قراراتك على المثالية، نصيحتنا لك أن تنسى الفتاة تماما، وأن تستعين بالله على إيجاد كلفة الزواج، وأن تكون في وئام مع أحب الناس إليك وأحنهم عليك.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات