السؤال
السلام عليكم
أشكركم على وقتكم الثمين الذي تمنحوننا إياه لحل مشاكلنا، فلكم جزيل الشكر.
أنا بعمر 35 عاما، أعاني من بعض قلق وضغط نفسي بدون سبب واضح، إضافة إلى التأثر الشديد بالمواقف أو المشاكل التي قد تكون عند البعض طبيعية جدا.
كل هذا يكون مصحوبا بآلام في الظهر والكتف، وتشنج وتوتر العضلات، وجفــاف الفم وآلام في المعدة.
قابلت أحد الاختصاصيين النفسيين، ووصف لي حبوب lecital 40 (citalopram 40 mg) لمدة شهرين في العشرة أيام الأوائل حبة كاملة، ومن بعد ذلك نصف حبة.
أكملت العلاج لكن دون أي جدوى، فالأعراض ما زالت كما هي. هل هذا الدواء غير مناسب لحالتي؟ وهل هناك أدوية أكثر فاعلية؟ وما سبب هذه الأعراض أصلا؟
أفيدوني، وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت – أخي الكريم – من الأشخاص الذين عندما يتوترون ويتضايقون يتحول الضيق النفسي عندهم والتوتر إلى أعراض جسدية مختلفة، هذا ما يحدث معك، فبعض الناس يتحول التوتر والقلق عندهم إلى أعراض جسدية وإلى آلام في مختلف أنحاء الجسم، وهذا ما يحصل معك.
أخي الكريم، العلاج هو علاج نفسي، لتعلم الاسترخاء، وتعلم كيفية مواجهة الضغوط، من خلال جلسات نفسية دعمية، تجعلك تمتلك مهارات لتساعدك في التغلب أو التأقلم أو التواؤم مع الضغوط النفسية التي تواجهها.
أخي الكريم، الأدوية قد تساعد وتلعب دورا ثانويا للعلاج النفسي، وكما ذكرت أنه الذي يساعدك في مقاومة هذه الضغوط.
إن عقار لستال / lecital – وهو الستالوبرام/citalopram – ليس معروفا عنه أنه مفيد في أعراض القلق والتوتر، هو مضاد للاكتئاب، ومفيد في نوبات الهلع أو اضطراب الهلع، لكن أعراض القلق والتوتر – وبالذات البدنية – ليس له فائدة شديدة في هذا الإطار، ولعل من الأفضل أن تأخذ دواء يسمى (سيرترالين)، سيترالين خمسين مليجراما، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وانتظر لمدة شهرين حتى تحكم له أو عليه، وبعد شهرين إذا زالت معظم هذه الأعراض فيجب عليك أن تستمر فيه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم تسحبه بالتدريج بخفض ربع الجرعة كل أسبوع.
هناك أشياء يمكن أن تعملها أنت بنفسك، إذا لم تستطع أن تتواصل مع معالج نفسي للعلاج النفسي – كما ذكرت – مثل أشياء تؤدي إلى الاسترخاء، وأهمها الرياضة – أخي الكريم – وبالذات رياضة المشي، رياضة المشي تؤدي كثيرا إلى الاسترخاء النفسي، وتخفض درجة التوتر والقلق عند الشخص.
كذلك النوم في مواعيده، النوم المنتظم أيضا يساعد كثيرا في تقليل القلق والتوتر.
التغذية الصحيحة، أخذ وجبات في موعدها، تجنب المهدئات الكثيرة مثل الشاي والقهوة، نعم تناوله بطريقة معتدلة لا بأس، وليس شرب الشاي والقهوة بكميات كبيرة طيلة اليوم، كل هذا يساعد في خفض القلق والتوتر.
وفقك الله وسدد خطاك.