تشدد والدي يحول دون حريتي بكل شيء فما نصيحتكم؟

0 80

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب أبلغ من العمر ١٨سنة، مشكلتي أن أبي متشدد جدا معي، فهو لا يدعني أفعل ما أريد، يجب أن أدرس الشيء الذي يريده، ويجب أن لا أحلق شعري كباقي الشباب وفق الموضة، حتى الملابس هو يختارها، ولو رفضت شيئا يغضب مني كثيرا.

قبل عدة أيام حلقت شعري ولم يعجبه شكل الحلاقة، فحرمني من الإنترنت، وقال لأهلي لن يجلس معي أثناء الفطور، ويجب حلاقة شعري، وقال لهم إن لم أحلق شعري سوف يطردني من البيت، ولأن غضب والدي لا يهون علي ذهبت وحلقت شعري.

أحس بأن أبي يفرق بيني وبين بقية إخواني، وكلما نظرت إلى المرآة أحس أن هنالك نقصا في شكلي، وفي داخلي، وفي حياتي، فحياتي ملك غيري وليست لي، وكأنني عبدا لدى والدي، وأنا شديد الطاعة له، وكلما اشتد علي كلما خرجت عن الطريق حتى أسعد نفسي فقط، وأبي مصر على تشدده معي، ولا أعرف ماذا أفعل؟

أرجو نصحي بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل-، وشكرا على هذا السؤال الرائع، وهنيئا لك بطاعتك لأبيك، ونؤكد لك أن الجمال والكمال والخير في بر الوالدين، وفي طلب رضاهما، فرضى الله في رضاهم، ونسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن رغبة الوالد والوالدة ومناهما يكمن في مشاهدة أبنائهم في أكمل وأحسن الصور والمواقف، وفي ذلك دليل على الحب الزائد، ولا شك أن الأحسن والأكمل والأجمل هو اتباع ما جاء في الشرع الحنيف.

ويؤسفنا أن نقول أن كثيرا من المظاهر والهيئات التى نراها في شبابنا لا تمت بصلة إلى عاداتنا وتقاليدنا النابعة من قيمنا ومبادئنا، وهذا هو السبب لرفض الآباء والأمهات والمربين والدعاة.

مظهر الإنسان عنوان لشخصيته، ورمز لثقته في موروثاته وعقائده، وديننا الحنيف يريدنا أمة قائدة لا مقوده، تؤثر ولا تتأثر، واللباس لغة، واللباس تمييز، والمظهر عنوان، ومن هنا كان عرض الشريعة على وضع ضوابط وقواعد حتى لحلاقة الشعر، فجاء النهى عن القزع الذي هو حلق بعض الشعر وإبقاء بعضه، وتكرر النهى عن التشبه بغيرنا، بل جاء التحذير من تشبه النساء بالرجال، وتشبه الرجال بالنساء.

ولأن المظهر عنوان وتميز جاء التوجيه للنساء في كتاب ربنا، (يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من ... جلابيبهن).

ثم وضحت الآية العلة، فقال سبحانه ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين، وعند التأمل نلاحظ أن التوجيه جاء من الباب العالي، فالخطاب توجية للنبي الأكرم، وبدأ التوجيه بأكرم الكريمات، وفي ذلك درس للمؤمنين والمؤمنات.

ومن من هذا الأمر ندعو الآباء للتلطف في إصدار التوجيهات، مع ضرورة التوضيح والتبرير والحوار، وتحريك عناصر الخير في نفوس الشباب، وكما قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع.

ووصيتي لك وللشباب بضرورة الطاعة للآباء، خاصة فى التوجيهات، لتوجيهات رب الأرض والسماء، فلا يملك الشاب المؤمن إلا الطاعة إذا أمر بالطاعة.

كما ننبهك -ابننا الفاضل- إلى ضرورة أن تكون قدوة لغيرك من الشباب، فأنت الأصل، وأنت المقدم برعايتك للآداب والأحكام الشرعية، وغيرك هو من يسبح ضد التيار، ويخالف رغبات الكبار والأخيار.

واعلم أن الذل والهوان في المخالفة، كما أن تمام الحرية في كمال العبودية لرب البرية، فارفع رأسك واطلب من غيرك أن يسير بسيرتك.

ونحن سعداء جدا بتواصلك، وهذا أحد الأدلة على تميزك، وأطلب من كل من يصادم رغبة والديه إلى التواصل مع موقعكم ومحاورة الخبراء الفضلاء.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات