السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأرجو مساعدتي في مشكلتي الكبيرة.
منذ ثلاثة شهور أعاني من أعراض حرارة في الظهر، وعصبية قوية، وكآبة، ففي الفترة الأولى كنت أفكر بالانتحار، وكنت أقاوم هذه الفكرة، ولدي وساوس قوية أن الناس يظنون أنني لوطي، وتأتيني أفكار اللواطة مع أنني -والحمد لله- لست لوطيا -والعياذ بالله-.
لكن الوساوس قوية فأينما أذهب عيني تذهب للنظر إلى بنطلون الرجال بدون إرادتي، فأنا مستغرب من حالتي، وأيضا أعاني أنني لا أشعر بجسدي ومنفصل عن الواقع، ولا أستطيع الدراسة، وفكري مشوش وعقلي لا يفسر الأشياء أحيانا.
ذهبت إلى طبيب هنا، وقال: إنك تعاني من مرض اسمه الذهان، ووصف لي دواء اسمه اولانزبين، تناولته لمدة ثلاثة أشهر ولكن لا نتيجة.
أرجو مساعدتي، فأنا متعب جدا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ بديع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: من المؤكد أنه لديك أعراض قلق وتوتر ومزاج اكتئابي، وفي نفس الوقت لديك هذه الوسوسة، وأعتقد أنها مهمة من حيث نوعية الحالة النفسية التي تعاني منها.
أنا أرى أنها غالبا هي وساوس ظنانية وشكوكية وذات طابع ذهاني، لا أرى أن حالتك ذهان فقط، إنما توجد الوساوس، وهي ذات طابع ظناني، وهذه أخف من الذهان حقيقة.
عقار (أولانزبين) بالفعل يعطى لعلاج الذهان، ولكنه لا يعالج الوسوسة.
الذي أراه – أخي الكريم – هو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي مرة أخرى، وأعتقد أنك تحتاج لدواء محسن للمزاج ومعالج للذهان أيضا، وأفضل دواء سوف يفيدك من وجهة نظري هو العقار الذي يعرف علميا باسم (سيرترالين)، تضاف إليه جرعة من عقار يعرف علميا باسم (رزبريادون)، كلا الدوائين من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس الشكوكية الظنانية، وتحسن المزاج.
فيا أخي الكريم: العلاج الدوائي يعتبر في حالتك أمرا مهما وضروريا، وإن شاء الله تعالى سوف ينشرح صدرك، وسوف تحدث هشاشة وتفكيك لهذه الأفكار الظنانية، وبالفعل هي مزعجة، لأن محتواها حساس ومزعج جدا، وأنت من جانبك حاول أن تتجاهلها، خاصة أن تناول الدواء سوف يضعفها جدا، مما يجعلك تصرف انتباهك عنها وتتجاهلها إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم: كن متفائلا وحسن التوقعات، والتفكير في الانتحار – أخي الكريم – لا فائدة فيه، وقد قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، الحمد لله أنت مسلم، وأنت في خير وعلى خير بإذن الله تعالى، وهذا الابتلاء سوف يزول عنك بمتابعة العلاج، وأن تطور مهاراتك، وأن تكون إنسانا متفائلا واجتماعيا، وأن تكثر من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجب أن تكون الصلاة في وقتها.
أخي: ممارسة الرياضة والانخراط في عمل وتطوير المهارات أيضا سوف يساعدك كثيرا من حيث صحتك النفسية.
إذا أرجو أن تذهب الآن إلى الطبيب، وأرجو أن تتناول الدواء بالتزام، وأنا أرى أن السيرترالين والرزبريادون ستكون هي المكونات العلاجية الدوائية التي تبعد عنك شر هذه الوسوسة، وتحسن مزاجك إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.