الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد العودة لطليقتي حرصًا على ابنتي، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 37 سنةً، أعيش في ألمانيا، طلقت زوجتي قبل 8 سنوات طلاقًا بائنًا، وعندي منها بنت، بعدها تزوجت هي مرتين، مرةً من إنسان مشكوك في أمره أنه يعمل السحر، وكثير الكفر بالله، وبعد 40 يومًا من زواجهما حدثت مشاجرة بينهما، وقام بضربها، فطلبت منه الطلاق، فطلقها ثلاثًا، ثم تزوجت الزواج الثاني بدون ولي، عند إمام المسجد هنا في ألمانيا، وبعد عدة شهور طلقت منه.

فهل يحل لي الزواج منها مرةً أخرى؟ فأنا خائف على ابنتي في بلاد الغربة، كما أنه دائمًا ما تنتابني الوساوس بشأن الزواج من دون ولي، فما هي نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب.

قرأتُ رسالتك - أيها الحبيب - كلمةً كلمةً، واتضح لي من خلال السؤال أن هذه المرأة تأخذ وتتابع قول الذين يقولون: إنه يجوز لها أن تتزوج بغير وليٍّ، وقد عقدتْ قِرانها الثاني لدى إمام المسجد، أو مَن يقوم بعقود الزواج للمسلمين في البلدة التي ذكرتها، وهي بلاد غير إسلامية، وهذه المعطيات كلها تؤكد أن هذا الزواج صحيح، وأنها تحِلّ لك إذا طلّقها هذا الزوج، وانتهت عدتها، ما دام قد دخل بها هذا الزوج، وكذلك الزوج الذي قبله.

فلا داعي أبدًا لهذه الوساوس التي تشكو منها، ولعلّ في إرجاع زوجتك إليك، ولمّ شمل الأسرة مرةً ثانيةً خيرٌ لك، ولابنتك، ولزوجتك، فنسأل الله تعالى أن يُقدّر لكما الخير.

وخذ بالأسباب التي تصرف بها هذه الوساوس عن نفسك، ومن هذه الأسباب:

اللجوء إلى الله تعالى، والاستعاذة به كلَّما داهمتك الوساوس، ومنها: الإعراض عن الوسوسة، وعدم الاشتغال بها، فلا تبحث عن إجابات لأسئلتها، ولا تتفاعل معها بأي نوع من التفاعل.

ومن الأسباب أيضًا: الإكثار من ذكر الله تعالى، والمحافظة على فرائضه؛ فإن ذكر الله تعالى حصنٌ حصينٌ، يتحصَّنُ به المسلم من كيد الشياطين.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك كل مكروه، ويقدّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً