خوف وتلعثم عند التعرض للمواقف، فما العلاج؟

0 106

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل في موازين أعمالكم، وأن يجزيكم الله خير الجزاء.

أنا إنسان اجتماعي جدا، ولكنني أعاني من هذه المشكلة التي سببت لي الكثير من الألم منذ أكثر من خمس سنوات عند تعرضي لمواقف أكون أنا فيها بشكل رئيسي، أو عند مقابلة أحد الأشخاص المسؤولين بشكل عام، جميع المواقف اليومية التي أكون فيها بشكل رئيسي أصاب بالتعرق، ورجفة في القدمين واليدين تكون ملحوظة ومشاهدة من قبل الجميع، واحمرار في الوجه، وتلعثم، ولا أستطيع الكلام بسبب ضيق التنفس، وتلبك لأتفه المواضيع.

الآن لا أستطيع أن أناقش أحدا في موضوع حتى لو كان تافها أغضب سريعا وتأتيني هذه الأعراض، وصرت أتجنب النقاشات، يا دكتور لو يقول لي أحد أنت تضحك علي، لم تأت للموعد مثلا وأنا جئته؛ يحمر وجهي وتأتيني حالة الرهاب.

علما أنني أتجنب النقاش، وأبتعد عن الكلام، والمواجهات التي أكون فيها بشكل مباشر، مما سبب تعب شديد لي وأدخلني في حالة لا يعلمها إلا الله، أرجو من الله ثم منكم أن تساعدونني.

عملي أمام الجمهور في أغلب الأوقات، مما يسبب لي بعض الإحراج والمتاعب عندما أتعرض للمواقف، فتـأتيني هذه الأعراض (رجفة في اليدين، وتعرق شديد، واحمرار في الوجه وتلعثم)، وسمعت أن هناك حبوبا تؤخذ قبل المواقف تساعد على تلاشي هذه الأعراض مثل (أندرال وزاناكس)، فهل تنصحني باستخدامها، وكيف؟

أتمنى أن تصفوا لي علاجا لحالتي مع الرهاب، أرجوك أن تساعدني في علاج يساهم بالتخفيف من حالتي والتخلص منها، فما هو العلاج المناسب لحالتي هذه، وما هي الجرعة والمدة اللازمة، وأن لا يكون لها أعراض جانبية، وأن تساعدني بخطة علاجية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Tamer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه – أخي الكريم - يسمى رهابا اجتماعيا أو قلقا اجتماعيا، وهو حدوث أعراض قلق وتوتر عند التحدث أمام جمع من الناس، أو عندما يقابل الشخص شخصا مسؤولا، وهذا ما يحدث معك – أخي الكريم – وعلاجه إما أن يكون علاجا نفسيا أو علاجا دوائيا، والعلاج النفسي هي جلسات السلوك، العلاج السلوكي المعرفي، حيث تعطى مهارات لكيفية المواجهة المتدرجة المنضبطة، أي تبدأ بأن تواجه المواقف الأقل إثارة للقلق وللتوتر، وفي نفس الوقت تعلم الاسترخاء، ثم تتدرج إلى أن تصل وتواجه المواقف الصعبة، وهذا يكون تحت إشراف المعالج النفسي – أخي الكريم -.

وهناك أدوية وبالذات من فصيلة الـ (SSRIS) أيضا هي لعلاج الرهاب الاجتماعي، أما ما ذكرته من (إندرال) فالإندرال يعالج أعراض القلق الجسدية فقط، مثل التعرق والرجفة، ولكنه ليس علاجا للرهاب الاجتماعي، ويمكن استخدامه قبل التعرض للموقف المعين بجرعة عشرين إلى أربعين مليجراما.

أما الزاناكس فإنه مهدئ أيضا، ويمكن أيضا استعماله عند اللزوم، ولكن مشكلته الرئيسية أنه قد يسبب الإدمان.

لذلك أنصحك – أخي الكريم – باستعمال الـ (سبرالكس)، فهو علاج جيد للرهاب، ولابد أن تأخذه بانتظام وباستمرار، ابدأ بنصف حبة –أي خمسة مليجرام، إذ أنه يأتي في شكل عشرة مليجرام – بعد الإفطار يوميا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وتحتاج إلى ستة أسابيع حتى يبدأ هذا العلاج مفعوله، وتأتي نتائجه، وبعد ذلك عليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم قم بخفض الجرعة بالتدريج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تماما.

والأفضل – أخي الكريم – أن تجمع بين تناول الدواء والعلاج السلوكي المعرفي، وتستعمل الإندرال عند اللزوم.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637)، وعلاج التلعثم سلوكيا: (265295 - 266962 - 280701 - 2102145).

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات