السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على ما تبذلونه من مجهود لمساعدة الناس.
لا أريد الإطالة وفي نفس الوقت لا أريد أن أنسى شيئا، ولهذا سأتطرق للموضوع بشكل كامل ليطمئن قلبي، وأعتذر مقدما.
عمري 32 سنة، أعزب، أعمل وأدرس بالجامعة، قبل تقريبا 13 سنة أصبت بنوبة هلع شديدة، فخفت كثيرا، ومن بعدها أصبحت قلقا معظم الوقت، ولا أنام إلا برعشة وارتجاف، وأحيانا كثيرة عندما أبدأ بالنوم أنتفض من مكاني مع رعشة ودقات قلب سريعة، وبعدها أرتاح وأعود للنوم، واستمررت على هذا الحال 12 سنة، وكنت أظن أنها طبيعية، لم أعلم بأني مصاب بمرض فتعايشت معه.
وقبل رمضان الماضي بستة أشهر، كنت أردد في عقلي فكرة فلسفية عن العدم والفناء وأن الحياة ستنتهي، وكنت طبيعيا، ولما دخل رمضان كنت متوترا جدا، وأنا أعمل ولا أنام إلا ساعات قليلة، وأحيانا لا أنام، وبعد مضي ثالث يوم مع الأرق، نمت واستيقظت مفزوعا ومرعوبا، أبكي بكاء شديدا، وخوفا من غير سبب.
ذهبت مسرعا للمستشفى، وقال الدكتور: ما أصابك نوبة اكتئاب حادة، ومن بعدها وأنا في حالة نفسية سيئة ومرعوب جدا، والدنيا تغيرت، وكل شيء أصبح غريبا كأني في حلم، ولم أستطع العودة لبيتي لخوفي الشديد منه، وبقيت أنام في السيارة عند المسجد لمدة شهرين، وأنا كل يوم أبكي، ولا أعلم ما حصل لي.
بدأت أقرأ عن الاكتئاب بشكل يومي، ولم تنطبق علي أغلب أعراض الاكتئاب، فأكلي طبيعي، ونومي بدأ يصبح طبيعيا، لا أشعر بالخمول ولا جلد الذات، وأحب الصباح والنهار، وفخور بنفسي، ولكن تأتيني نوبات الاكتئاب بشكل متكرر، وخاصة في المساء عند بداية غروب الشمس، أحس باكتئاب شديد بالذات عند النظر للغروب، أو حتى النظر لمنظر يفترض أنه جميل، أصبح مكتئبا وأرغب بالبكاء، وأصبحت نظرتي عن الحياة أنها فانية، وأنظر للناس وهم مشغولون وفرحون، وأقول في نفسي: كيف يتهنون وهم يعلمون أنهم سيموتون؟ ما الفائدة من العمل أو الزواج أو غيره؟
قررت الذهاب لعيادة نفسية، وشخصني الدكتور خلال جلسة لا تتجاوز ربع ساعة، وصرف لي انتابرو 10 ملجم نصف حبة 4 أيام، وحبة أسبوعا، وحبة ونصف أسبوعين، وحبتين، ودواء ريدون نصف حبة.
ولي الآن 37 يوما، ولم أتحسن، وآخر سبعة أيام أصبحت النوبات قوية وتتكرر كل مساء من المغرب إلى الساعة 11، فهل هذا من مفعول الأدوية؟ وهل أغيرها؟ وهل ما أصابني هو اكتئاب قلقي، أو اكتئاب من فكرة مشوهة لا أستطيع طردها وهي فناء الحياة والعدمية؟ علما بأني طبيعي في النهار.
ملاحظة: أخي أنتحر وأنا كنت صغيرا، لا أعرف لماذا! ولكن أتذكر أنه كان يبكي كثيرا، وراجع المستشفى النفسي، وهذه الفكرة تحسسني باليأس، وبأن مصيري سيصبح كمصيره، وأنا مرعوب جدا، أرجوكم أريد أن أعود لطبيعتي.