السؤال
السلام عليكم..
منذ يوم وقفة العيد دعاني أحد أصحابي لشرب السجائر، فشعرت بعد ذلك بدوخة وهبوط، ولم أكن قادرا على أخذ النفس، واكتشفت أن بها حشيشا، فذهبت للمستشفى، فقد كانت ضربات قلبي تزداد، وشعرت وكأن روحي تسحب مني، ثم أصبحت أخاف من النوم، وبعدها دخلت في نوبة هلع قوية وخوف من الموت، وعرضت نفسي على أطباء معظم التخصصات ما عدا المخ والأعصاب والنفسي، ومن ساعتها والنوبة مسيطرة على فكري وجسمي، تفكيري مشتت، وعقلي كأني في وهم أو حلم، ووسواس الموت أتعبني وجعلني أعيش في قلق، لا أحس بجسمي.
أرجوكم ساعدوني، فقد أوقفت عملي ورياضتي، ولا أستطيع التكلم مع الناس، وعندي قلق رهيب، أريد أن أعود لطبيعتي، وأحس بالواقع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من الأشياء الشائعة جدا حدوث نوبات هلع بعد تناول سيجارة حشيش أول مرة، أو حتى بعد يدخن الشخص الحشيش لفترة من الوقت، فإنه قد تحصل نوبات هلع مع تدخين سيجارة الحشيش، ونوبات الهلع مرتبطة بتدخين الحشيش والمارجوانا بدرجة كبيرة، وقد تستمر هذه النوبات في الحدوث حتى بعد التوقف عن تناول وتدخين الحشيش، وتكون مصاحبة بأعراض قلق وتوجس لفترة من الوقت، ولكنها تختفي بعد ذلك بإذن الله بالعلاج، وأهم شيء طبعا ألا يرجع الشخص لتناول الحشيش، والتوقف عنه نهائيا.
ثم بعد ذلك هناك علاجات قد جربتها مع كثير من المرضى واستفادوا منها، وبالذات دواء الـ (سيرترالين) والذي يعرف تجاريا (زولفت)، خمسين مليجراما، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وإن شاء الله وبإذنه سوف تبدأ نوبات الهلع في الاختفاء وتقل حدتها بعد مرور ستة أسابيع، وبعد ذلك عليك أن تستمر في الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعدها يتم التوقف من الدواء بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تماما، وإن شاء الله تختفي كل هذه الأعراض وتشتت التفكير وأعراض القلق والتوتر التي تعاني منها.
وفقك الله وسدد خطاك.