السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ شهر اكتوبر الماضي جائتني نوبة هلع بأنني سأموت حالا، وبالفعل اتصلت بأمي وجاءت على الفور، وصاحبها حالة من القيء والإسهال والدوخة وعدم الاتزان، ذهبت للطبيب ووصف لي دواء بيتاسرك، هدأت الحالة ولكنها رجعت بشكل أقوي في شهر أبريل الماضي، وما زالت موجودة، أحس باقتراب الموت، وضربات قلبي سريعة، ولدي رعشة بالجسم كله، ولا رغبة لي بفعل أي شيء، ولا التفكير بأي شيء، فقط الموت، وماذا يحدث بعده وقبله.
ذهبت للأطباء بسبب الدوخة وعدم الاتزان، وكلهم كتبوا بيتاسرك مع بعض الفيتامينات، ولكن الدوخة كما هي، ذهبت إلى طبيب نفسي وصف لي سيبرلكس 10 جم نصف حبة لمدة أسبوع، ثم حبة بعد ذلك لمدة أسبوع آخر، وطلب معاودة زيارته.
لم أتناول الدواء لخوفي من الأعراض الجانبية للأدوية النفسية، فبماذا تنصحونني؟ علما بأنني أم لطفلين ولا استطيع تلبية احتياجاتهم من الحالة التي أمر بها من الخوف، وعدم الرغبة بأي شيء.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النوبة التي أتتك في بداية الأمر مما جعتلك تتصلين بوالدتك الكريمة هي نوبة فزع، أو ما يسمى بالهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الشديد، والمخيف، والذي يكون مصحوبا بالأعراض الجسدية التي تحدثت عنها، وبالفعل يعطي الإنسان الشعور بدنو أجله.
وبعد ذلك أنت ذهبت وقابلت الأطباء، وأعطاك أحدهم عقار (بيتاسيرك)، مع احترامي الشديد للأخوة الأطباء، إلا أن التشخيص لم يكن نوبة فزع أو هرع، لأن البيتاسيرك ليس دواء فاعلا لعلاج الهلع والفزع، ربما كان المعتقد أنه لديك عدم اتزان في الأذن الداخلية وجهاز الـ (لابرينث/Labrinth)، وهو الذي يؤدي التهابه أو اضطرابه بالشعور بالدوخة وعدم الاتزان.
ربما يكون كان لديك شيء من هذا، لكن النوبة في جوهرها ومكونها الأصلي هي نوبة هرع وفزع، وبعد أن تحسنت ثم عادت إليك الأعراض يجب أن تتعالجي بصورة صحيحة.
وعقار (سبرالكس): الذي وصفه لك الطبيب هو من أنجع ومن أفضل ومن أسلم الأدوية التي تعالج نوبات الهرع والفزع، والدواء نقي، الدواء سليم، وقد أحسن هذا الأخ الطبيب –جزاه الله خيرا– الاختيار، بأن وصف لك هذا الدواء، فلا تترددي أبدا في تناوله، والجرعة العلاجية هي عشرين مليجراما، لكن البداية، أو الجرعة التمهيدية تكون بالفعل جرعة خمسة مليجرام، ثم ترفع إلى عشرة مليجرام، فأرجو المتابعة مع طبيبك النفسي، وأرجو ألا تترددي أبدا في تناول العلاج الصحيح.
وبجانب العلاج الدوائي أنت مطالبة أيضا بتطبيق تمارين للاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي معروفة، وهي مفيدة جدا في مثل حالتك، فأرجو أن تتحدثي مع طبيبك النفسي حول هذه التمارين ويقوم بتدريبك عليها، أو يحولك إلى أخصائي نفسي ليوجه لك الإرشاد اللازم ويدربك على هذه التمارين.
أيضا حاولي أن تمارسي أي نوع من الرياضة مثل رياضة المشي، نظمي وقتك، النوم الليلي المبكر مفيد جدا، وحاولي دائما أن تكوني حسنة التوقعات، وتحقري هذه المشاعر، واحرصي على الصلاة في وقتها، والدعاء، وتلاوة القرآن.
حياتك فيها أشياء جميلة، والله تعالى رزقك الذرية، فيجب أن تكوني دائما إيجابية التفكير، وحسن التوقعات كما ذكرت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.