السؤال
السلام عليكم.
أعاني من آلام الكتف منذ سنوات عند المشي الطويل، أحيانا أو عند حمل الحقيبة لأكثر من نصف ساعة، مع أنني في أحيان أخرى ألعب الرياضة وأمشي لساعات ولا أتألم.
منذ شهر أصابني التهاب رئوي حاد تعبت بسببه 3 أسابيع، كنت لا أستطيع خلالها بذل أي جهد فيصيبني ضيق تنفس، كما أن عظام القفص الصدري كانت تؤلمني بشكل حاد جدا، تحسنت بعدها لكنني عندما خرجت من المنزل وبدون حمل حقيبة كتفي الأيمن آلمني جدا، بعدها انتقل الألم للكتف والذراع الأيسر، وهو مستمر منذ خمسة أيام، المشكلة أن الألم أصاب ظهري ورقبتي في الجهة اليسرى، وقبل يومين انتقل إلى صدري، ولا يمكنني الاستلقاء لا على ظهري ولا على جنبي الأيمن، وأصبح الألم يزيد مع السعال أو مع أخذ نفس عميق، والألم حاد ويحرمني من النوم.
هناك شيء يحدث معي منذ عشر سنوات، لا أدري إن كان له علاقة بالأمر، عندما أقوم بعد الجلوس أشعر بدوخة وألم شديد في الرأس يستمر لثوان أفقد فيها الشعور بكل شيء، كانت تأتيتي في الشهر أو الشهرين مرة، لكن منذ عام تقريبا أصبحت تأتيني كل يوم وفي اليوم عدة مرات، فصرت عندما أشعر بها أستند على أي شيء أو أجلس على الأرض.
بماذا تنصحونني؟ شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أولا: بالنسبة للأعراض التي تشعرين بها من دوخة وآلام رأس عندما تقومين من الجلوس وتستمر لثوان مع الإحساس بشبه الغياب عن الوعي، فهي تسمى بانخفاض الضغط الوضعي أو الانتصابي، فهي عند من يعاني من هذه الظاهرة يحصل انخفاض في الضغط مع الوقوف من الجلوس، وأحيانا عند الجلوس بسرعة من وضعية الاستلقاء، فينخفض الضغط وتقل كمية الدم التي تصل للدماغ، وبالتالي يشعر المريض وكأنه سيغيب عن الوعي، وتختفي الأعراض عندما يستلقي المريض ويرفع رجليه أعلى من مستوى الرأس، وأحيانا يتأقلم الجسم مع هذا التغير في وضعية الجسم وتختفي الأعراض دون الاستلقاء، أما أسباب انخفاض الضغط فقد يكون هناك سبب واضح، مثل:
- مرض أديسون (قصور الغدة الكظرية أو فوق الكلوية).
- القصور الشديد في نشاط الغدة الدرقية.
- فقر الدم المزمن.
- بعض الأدوية ومنها أدوية ارتفاع الضغط.
- النزف.
- الوقوف الطويل.
وأحيانا لا نجد سببا لهذا الاخفاض الوضعي.
والعلاج هو علاج السبب:
- فعند تغيير الوضعية يجب أن يتم ذلك ببطء، كالجلوس لفترة قبل الجلوس من النوم أو الوقوف من وضعية الجلوس.
- لبس الجوارب الطبية الضاغطة على الساقين.
- في بعض الأحيان يتم إعطاء دواء للمحافظة على الضغط، ويتم ذلك بعد القيام بالفحص الطبي وإجراء التحاليل اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود أحد الأسباب السابقة التي يمكن علاجها.
بالنسبة لآلام الكتف: فأنت لم تذكري إن كنت قد راجعت أحد الأطباء وتم فحصك من قبل مختص، وخاصة وأن الآلام في الصدر تزيد مع التنفس ومع السعال، فآلام الكتف بشكل عام تنجم إما عن مشكلة في أوتار الكتف أو مفصل الكتف، أو أحيانا العضلات المحيطة بالكتف، وفي بعض الأحيان يكون السبب مشكلة في الرقبة.
فآلام أوتار الكتف تزيد عند رفع الكتف إلى الأعلى، وعند النوم على الكتف المتألم، وآلام العضلات المحيطة بالكتف تنجم عن وضعيات غير صحية، مثل حمل الحقيبة وخاصة الثقيلة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى إجهاد العضلات وعدم التوازن بين العضلات في الطرفين.
وألم الرقبة يمكن أن تنتشر إلى الكتف، سواء آلام عضلات الرقبة أو الآلام التي تنجم عن انزلاق غضروفي في الرقبة، وفي مثل هذه الحالة يشعر المريض بآلام في الرقبة وتنتشر إلى الكتف وإلى اليد حسب مكان انضغاط جذر العصب في الرقبة.
من الوصف الذي ذكرته يبدو أنه من العضلات بين الرقبة والكتف، ولذا يجب أن تنتبهي إلى تجنب وضع حمل مثل الحقيبة المدرسية، والنوم على مخدة مستوية ليست بالمرتفعة ولا أن تكون منخفضة، ووضع كمادات دافئة على الرقبة، وتناول المسكنات.
أما الآلام التي أصابت ظهرك ورقبتك في الجهة اليسرى وانتقلت إلى صدرك وأصبحت تزيد مع السعال أو مع أخذ نفس عميق، فيجب مراجعة الطبيب، فقد يكون مضاعفات من التهال الرئة الذي عانيت منها؛ لأن زيادة الآلام مع السعال والنفس إما أن تكون بسبب التهاب غشاء الرئة أو تجمع سائل في غشاء الرئة، أو أحيانا يكون من القفص الصدري، ولذا من المهم مراجعة الطبيب للفحص الطبي، وقد يلزم إجراء صورة شعاعية.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.